نحنُ عُبَّاد الورده التي يُعشي ضوؤها حدقة الجُعل الماشي في البرية وحيداً نحن عُبّاد انحناءاتها في الظل سنمضغ تويجها الأحمر قبل أن ننام سنشمُّ أصابعها الألف بأنفنا الوحيد سنلثم ظلها الملقي على الوجه النحاسي سنمتدح عزلتها بين الكائنات الشرسة نحن عُبّاد الورده التي توقّف أمامها الجمَال طويلاً قبل أن يتكوَّنْ التي كان الشفق يقلِّدُها والحمائم تخفق فوقها وتهزُّها قبل الهدنة الأخيرة للقلوب الخائنهْ خصرها رملةٌ ساخنهْ تنثُّ على عتباتنا نحن عبّاد الزهرهْ نمونا بين رطوبة الندى فوق أوراقها ومتنا ميتة فاتنهْ في متاهاتها الأربعينْ القمر يتأملها والأرخبيلات تتحرك عند سكونها عطرها طلسم العاشقْ وجذعها دعامة القلب المنكسرْ الذي لا يسمعه أحدٌ في ليلة الحربْ الزهرة الواقفة عزيزة في الحقل المرتجفة بين عروق الأصابع العجوز سجينة السلطانية المزخرفة الضائعة في الضباب الشتائي وسط الأيكهْ الأم التي مرغت خدها بتراب الجَبَّانهْ الذابلة في قطار منتصف الليل نحن عُبّاد الزهره المنفجرهْ بين رُكب السيدات الجليلاتْ وبين شفاه الخُلاسيات اللواتي أمضين في حُمرتها ليلة العيد الزهرهْ المُهداة إلى العالم من دون مُقابلْ * شاعر وناقد عراقي مقيم في أبو ظبي