اعلن المبعوث الخاص للبابا يوحنا بولس الثاني الكاردينال روجيه اتشيغاري امس انه سيلتقي الرئيس صدام حسين، عقب محادثات مع نائبه طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز. وقال المبعوث للصحافيين عقب محادثات استمرت ساعة مع رمضان وعزيز: "يمكنني ان اؤكد لكم انني سألتقي الرئيس صدام حسين وسأسلمه رسالة" البابا. موضحاً ان موعد المقابلة "لم يحدد بعد". واضاف لدى مغادرته مقر الحكومة حيث تباحث مع رمضان وعزيز: "ان هذا اللقاء الذي استمر ساعة يمثل في حد ذاته دليلاً على الاهمية التي يوليها كل منا الى الاستماع لبعضنا بعضاً ولتبادل وجهات النظر التي تلتقي في جوهرها في البحث عن السلام والعدل ... ويمكنني ان اؤكد لكم انني وممثلي السلطات اللذين استقبلاني وقفنا خلال اللقاء على الاهمية المعطاة ل ايجاد مناخ ثقة متبادل بين الجميع". وتابع: "اعتقد بأن كل ما قامت به البلاد للانفتاح واظهار رغبة واضحة في السلام كما حدده مجلس الامن واستقبال العراق للمفتشين يمثل مؤشراً جيداً ايضاً". ووصل الكاردينال مساء الثلثاء الى بغداد حاملاً رسالة من البابا الى الرئيس صدام حسين. واكد لدى وصوله ان "حضوري الى بغداد مبعوثاً للبابا بولس الثاني وحاملاً رسالة شخصية الى الرئيس صدام حسين في هذه الايام العصيبة بالنسبة الى السلام في العراق امر واضح الدلالة". وأقام المبعوث البابوي امس قداساً "للصلاة من اجل السلام" في بغداد في كنيسة القديس يوسف الكلدانية. وكان الفاتيكان اتهم "عدداً من الاشخاص" بالسعي الى "استخدام الدين قوة للتفرقة والعنف وليس قوة وحدة وسلام" في وقت "يقترب فيه شبح الحرب". وجاء ذلك في بيان اصدره الفاتيكان اول من امس، من دون تحديد اولئك "الاشخاص"، مع اختتام اعمال قمة ضمت حوالى 40 ممثلاً عن مختلف الاديان البوذية والمسيحية والاسلام والهندوس واليهود والزرادشتيون. وبحث ممثلو الاديان الذين أتوا من 15 دولة الى قمة الفاتيكان، خلال الايام الاخيرة في "الامكانات الروحية للاديان من اجل السلام" بمبادرة من مجلس الكرسي الرسولي من اجل الحوار بين الاديان. وافاد البيان انه جرى في الفترة الاخيرة "تكثيف خطاب الحرب في حين استبعد خطاب السلام". واتفق ممثلو الاديان في بيانهم على مبدأ ان "خيار السلام لا يعني قبول الشر في شكل سلبي"، وان هذا الخيار "يتطلب نضالاً فاعلاً ضد الحقد والاضطهاد والفرقة من دون اللجوء الى وسائل عنيفة. وأن إقامة السلام تتطلب عملاً خلاقاً وشجاعاً، والالتزام في سبيل السلام هو عمل دؤوب ويحتاج الى صبر". واعتبر المشاركون في هذا اللقاء ان "التعاون بين الاديان لم يعد اليوم خياراً وانما ضرورة".