خيم ملف الأسرى والمفقودين بين العراقوايران على اليوم الأول من محادثات وزير الخارجية العراقية ناجي صبري مع نظيره الايراني كمال خرازي، وعلمت "الحياة" ان هذا الملف يضع المحادثات على محك النجاح أو الاخفاق. وحسب معلومات "الحياة" يصر الجانب الايراني على اغلاق ملف الأسرى والمفقودين أولاً، وقبل البحث الجدي في الملفات الأخرى، فيما يطلب الجانب العراقي القفز الى المواضيع السياسية. وترددت معلومات غير رسمية عن احتمال اختصار مدة المحادثات بين الجانبين الايرانيوالعراقي، وعن امكان إلغاء بعض اللقاءات التي كان من المفترض ان يعقدها الوزير العراقي اذا لم تنجح المحادثات الأولية بين وزيري الخارجية في الوصول الى نتائج محددة. وعقدت أمس جولة أولى من المحادثات بين خرازي وصبري شارك فيها من الجانب الايراني العميد عبدالله نجفي رئيس لجنة الأسرى الايرانيين لدى العراق، وسط تكتم شبه تام على فحواها، وفي ظل ما يشبه الطوق الاعلامي حولها، ولم تدع وسائل الاعلام الاجنبية الى تغطية المحادثات. أما التغطية الاعلامية التي حصلت بعد خروج الوزيرين من قاعة الاجتماعات في وزارة الخارجية فقد حصلت بمحض الصدفة، اذ كانت وسائل الاعلام في انتظار وصول الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان لعقد مؤتمر صحافي مع خرازي. وعلى رغم ان طهران ترفض أي عمل عسكري اميركي ضد العراق، فإنها تطالب بغداد بسحب الذرائع من أيدي الاميركيين والالتزام بتطبيق القرارات الدولية. ولا يبدو ان العاصمة الايرانية مستعدة لإعطاء أي امتياز لبغداد في مواجهة واشنطن اذا لم تحصل على ثمنه، في وقت يسعى العراق الى حشد التأييد الاسلامي والعربي لموقفه في مواجهة التهديدات الاميركية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن خرازي انه "يجب تسوية القضايا الانسانية وسيكون لذلك نتائج ايجابية على العلاقات بين البلدين"، في اشارة الى مسألة أسرى الحرب، وشدد على ان احترام اتفاقات الجزائر التي وقعها الرئيس صدام حسين، الذي كان آنذاك نائباً للرئيس العراقي، وشاه ايران التي ترسم الحدود بينهما شكلت "ضمان الرغبة في حسن الجوار بين ايرانوالعراق". ومن جهته اكد صبري ان بلاده "تبذل اقصى الجهود لمحو الماضي المر للعلاقات بين بلدينا" على حد تعبيره. وهناك الكثير من المشاكل العالقة بين ايرانوالعراق منذ انتهاء الحرب بينهما عام 1988 ومنها قضية الأسرى والمفقودين، وقضية الأمن ونشاط المعارضة المسلحة الموجودة في ايرانوالعراق، إضافة الى موضوع التعويض عن خسائر الحرب، والطائرات العراقية التي هربت الى ايران ابان حرب الخليج الثانية.