سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرجل القوي في العراق لن يتراجع عن موقفه الداعي الى انتخابات مباشرة ولن يهدأ . السيستاني لا يملك سلاحاً واذا أفتى اندفع الناس للمواجهة بأسلحتهم الشخصية
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني أقوى شخص في العراق، على رغم أنه لا يملك دبابات كالجنرالات ولا يتولى أي منصب رسمي. وأضافت أن السيستاني 75 عاما يستمد قوته من مكانته الرفيعة لدى الغالبية العظمى من العراقيين، أي أبناء الطائفة الشيعية، فقراءهم وأغنياءهم، المقيمون منهم في جنوبالعراق أو في شماله. فعلى باب منزله الصغير تصطف النسوة المتشحات باللباس الشرعي طلبا لمساعدة إنسانية، فيما يقصد المكتب أبناء الطبقة الوسطى من الشيعة ليستأنسوا بآرائه وفتاواه التي يستطيع العراقيون المتصلون بشبكة الإنترنت الاطلاع عليها من خلال الموقع الخاص به على الشبكة. ومع أن موقف السيستاني ساعد في منع الشيعة من الالتحاق بالمقاومة العراقية، إلا أنه يخوض الآن معركة شرسة مع الإدارة الأميركية في العراق حول مستقبل الحكم في العراق وشكله، ويدعو إلى انتخابات مباشرة لتشكيل حكومة موقتة تتولى الحكم بدلاً من سلطة الاحتلال الأميركي. وزادت الصحيفة أن الشيعة في العراق جماعة منظمة وبإمكانهم الحصول على الغالبية في حال إجراء انتخابات مباشرة في البلد. ويبدو أن السيستاني ثابت على موقفه ويترقب أتباعه صدور أي إشارة منه قبل أن يخطوا أي خطوة مصيرية. فهو يحظى باحترام واسع ليس فقط لدى الشيعة، بل في أوساط السنة العراقيين أيضا. ونقلت عن فتاة علمانية قولها أن "الجميع يحترمه أكثر من سياسيينا". ونقلت عن الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل السيستاني في مدينة كربلاء قوله: "حان الوقت للحصول على حقوقنا. ولا أقول أننا سنلجأ الى العمل المسلح. فربما يكون نشاطنا مدنيا. لكن سيكون هناك عدم استقرار. فالسيستاني يمكن أن يطلب ذلك. فهو لا يملك أي سلاح، لكنه إذا أفتى بضرورة المواجهة سيندفع الناس ملبين نداءه بأسلحتهم الشخصية". وأكد أن "السيستاني لن يهدأ. إننا لا نعرف مخططاته تماما، لكننا نعلم أنه يخطط للمستقبل". في حين تسعى الإدارة الأميركية جاهدة لإبقاء الشيعة في العراق خارج دائرة المقاومة المقتصرة حالياً على السنة. وكان السيستاني كسب الجولة الأولى في المواجهة مع الأميركيين، عندما أعرب في الصيف الماضي عن رغبته بإجراء انتخابات عامة لاختيار مجلس يعكف على صوغ دستور جديد للعراق، تحدد بنوده الكثير من القضايا التي تهم المرجع الشيعي وعلى رأسها دور الدين في الحكم. فيما اضطرت الإدارة الأميركية التي كانت متمسكة بتشكيل لجنة لصوغ الدستور إلى التنازل عن موقفها وتأجيل الأمر إلى ما بعد الانتخابات العامة. وفي حين ترفض الإدارة الأميركية إجراء انتخابات بحجة عدم وجود جداول ناخبين، بالإضافة إلى أن ملايين من العراقيين ما زالوا لاجئين في الخارج، يصر السيستاني على أن الانتخابات المباشرة هي أفضل شكل لممارسة الديموقراطية ويدعو إلى إجراء الانتخابات في العراق تحت إشراف الأممالمتحدة. ونقلت الصحيفة عن غراهام فولر، مؤلف كتاب "مستقبل الإسلام السياسي" قوله أنه لا أمل بتراجع السيستاني عن موقفه. وأضاف أن "القرار في هذه المسألة ثقيل جدا" ويشكل نقطة تحول بالنسبة الى الشيعة خلال الثلاثمئة عام الأخيرة. وكان السيستاني وهو من مواليد مدينة قم في إيران، عاش في شبه اعتقال منزلي تحت حكم الرئيس صدام حسين وجرى تهديده بالقتل أكثر من مرة، وأخضع لمراقبة شديدة من أجهزة الأمن العراقية وكثيرا ما دسّوا عليه التلاميذ والأتباع للإيقاع به.