وصف الرئيس جورج بوش المستوطنات و"البؤر" الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية امس بأنها "غير قانونية"، بعدما كان الموقف الاميركي يشير حتى الآن الى المستوطنات باعتبارها "مشكلة" او "عقبة" في طريق تحقيق السلام. ودعا بوش الفلسطينيين مجدداً الى الوقوف ضد "الارهابيين". وفيما باشرت الفصائل الفلسطينية حوارها في القاهرة امس سعياً للتوصل الى هدنة لمدة عام، حسب نصيحة مصر، قال مسؤول عسكري اسرائيلي كبير في تصريح نقلته الاذاعة العسكرية الاسرائيلية امس، ان اسرائيل كان يمكن ان تشن هجوماً جديداً على سورية لو ان هجوماً على مدرسة اسرائيلية نجح اول من امس. راجع ص 4. واشار بوش الى ان ادارته تبحث في شأن المستوطنات في الاراضي الفلسطينية مع الحكومة الاسرائيلية، كذلك بخصوص الجدار الفاصل. وقال بوش خلال لقائه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني انه أبلغ الاسرائيليين انهم "اذا كانوا يدعمون اقامة دولة فلسطينية، وهم يقولون انهم يفعلون، فإن عليهم ان يأخذوا في الاعتبار ان الظروف على الارض يجب ان تكون مؤاتية لإنشاء تلك الدولة". وأضاف: "لهذا، فإننا نواصل الحديث معهم الاسرائيليين بشأن المستوطنات غير القانونية كذلك الجدار الفاصل". وجدد بوش دعوته الجانب الفلسطيني الى الوقوف في وجه "الارهابيين الذين يحولون دون اقامة الدولة الفلسطينية"، مؤكداً تمسكه بالتزامه اقامة دولة فلسطينية وفق ما كان اعلنه في حزيران يونيو من العام الماضي. ووصف الرئيس الاميركي "وثيقة جنيف" التي وضعها مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون سابقون بأنها "مثمرة"، لكنه قال إنها يجب أن تلتزم بنود "خريطة الطريق" التي نالت الاجماع الدولي. وقال بوش: "نحن نقدر أن يناقش الناس السلام. لكننا نريد فحسب التأكد من أنهم يدركون أن مبادئ السلام واضحة". واشاد الملك عبدالله بالجهود التي يبذلها الرئيس الاميركي لتحقيق السلام والاستقرار في كل من اسرائيل والعراق والاراضي الفلسطينية. واعرب عن امله باتخاذ خطوات على الارض لتحريك عملية السلام، مؤكداً "اننا لم نتخل عن التسوية السلمية... والرئيس بوش ملتزم بذلك منذ اليوم الاول، ونحن نقدر دعمه الا ان الطريق امامنا ستكون صعبة". وأضاف العاهل الاردني أنه يعمل على ترتيب حوار بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع والاسرائيليين. من جهة اخرى، أ ف ب، قال مسؤول عسكري اسرائيلي كبير لم تكشف اذاعة الجيش الاسرائيلي هويته انه "لو ان الاعتداء على المدرسة في شمال اسرائيل نجح، لكانت اسرائيل ردت بتوجيه ضربة لسورية لأن الأوامر جاءت من دمشق". وكان مصدر عسكري اسرائيلي اعلن الاربعاء ان الجيش الاسرائيلي اعتقل بالقرب من جنين في الضفة الغربية فلسطينيين ينتميان الى "حركة الجهاد الاسلامي" قال انهما كانا يستعدان لتنفيذ "عملية انتحارية" في مدرسة بمدينة يوكنعام شمال اسرائيل. وصرح بأن أحد المعتقلين كان يحمل حزاماً ناسفاً يحتوي على 10 كيلوغرامات من المتفجرات. وقال المسؤول العسكري وفق الاذاعة العسكرية ان "هذا الاعتداء كان هدفه نسف فرصة استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين والتأثير في الحوار الفلسطيني في القاهرة بهدف التوصل الى هدنة". حوار الفصائل وفي القاهرة نقل رئيس الاستخبارات المصرية عمر سليمان الى مؤتمر الفصائل الفلسطينية رسالة شفوية من الرئيس حسني مبارك ينبههم فيها الى "أن شعبكم ينتظر منكم نتائج ترضيه وتعيد القضية الفلسطينية الى الساحة الدولية". وقال الوزير سليمان مخاطباً المشاركين في المؤتمر: "... مطلوب أن تتفقوا على خطة عمل لمدة عام هو عام الانتخابات الاميركية، واذا لم تتجاوزوا هذا العام بنجاح فالقضية معرضة للجمود لسنوات قادمة ...". واقترح على المشاركين "اتاحة الفرصة للحكومة الفلسطينية للتوصل الى وقف اطلاق نار مقابل التزامات اسرائيلية محددة". ومن المنتظر أن يصل الى القاهرة اليوم الجمعة رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع لينضم الى الحوار الوطني الفلسطيني. ومن المتوقع قيام الوزير سليمان بزيارة الى واشنطن الاسبوع المقبل لاجراء محادثات تتعلق بدعم حوار القاهرة ونتائجه.