على رغم أن عمرها الفني لا يتجاوز الثلاث سنوات، إلا أن أحلام الفنانة المغربية سميرة الهواري أكبر من أن تتحقق في مدى منظور، ولأنها تعيش في مصر بمفردها فهي تتحمل مسؤولية اختيارها أدوارها، وتحلم بالبطولة المطلقة ومع ذلك لا تتعجلها. "الحياة" التقتها وكان هذا الحوار: كيف كانت البداية؟ - منذ سنتين تقريباً كنت أعمل "موديلاً" وموظفة في شركة عقارات في الوقت نفسه، وأتت فرصة العمل في السينما من خلال فيلم "شباب على الهوا" للمخرج عادل عوض مع أحمد رزق وهو دور صغير، ولكنني أعتبره بداية جيدة، ثم جاء فيلم "شرم برم" مع المخرج رأفت الميهي أمام بسمة وأحمد رزق ويعتبر بطولة جماعية، ولكن للأسف لم يعرض حتى الآن، وربما يعرض في عيد الفطر. شاركت أخيراً في فيلم "عايز حقي" أمام هند صبري وهاني رمزي كيف رشحت اليه؟ - من طريق أحد الأصدقاء الذي كان ضمن فريق عمل الفيلم الذي اتصل بي وطلب مني الذهاب إلى الشركة العربية لأن المخرج أحمد نادر جلال يبحث منذ شهرين عن فتاة لدور في فيلمه الجديد مع هاني رمزي وربما أصبح أنا صاحبة الدور وفعلاً ذهبت إلى الشركة العربية ووجدت فريق العمل بأكمله في انتظاري وقابلت المخرج ومدير الانتاج عماد مراد وحصلت على الدور ووقعت العقد في عشر دقائق، وأنا سعيدة جداً بانضمامي إلى هذا الفيلم الذي اعتبره خطوة واسعة لي في طريق الفن. أنت تعيشين في مصر بمفردك فمن يساعدك في اختيار أدوارك؟ - أعيش بمفردي، ولكن أهلي لا يتركونني أبداً، فهم دائماً يزورونني في مصر، وعلى رغم ذلك فلا يساعدني أحد، هذا لا يمنع من تقبلي نصائح الآخرين ولكنني دائماً اختار بنفسي وأفضل أن أكون مسؤولة عن اختياراتي وأخوض التجربة. إلى الآن أنا موفقة في اختياراتي. ما شروط اختيارك أدوارك؟ - أهم شيء أن يضيف هذا الدور إلى رصيدي الفني، وعندما يعرض أمام اسرتي أو اصدقائي لا أخجل منه وأن تكون للدور علاقة وطيدة بالموضوع المطروح وليس مجرد شخصية يمكن الاستغناء عنها. كيف ترين السينما المغربية؟ - تطورت السينما المغربية في الفترة الأخيرة في شكل كبير فأصبحت أفلامنا تحصد الجوائز، لذلك أتمنى تقديم فيلم في المغرب وأنا لا أعمل في السينما المغربية بسبب عدم وجودي هناك باستمرار. هل عرض عليك العمل في السينما المغربية؟ - نعم، فقد عرضت علي بطولة فيلم في الصيف الماضي لكن العرض جاء عندما كنت أصور مسلسل "الأصدقاء" في مصر لذلك فضلت المسلسل لأنه كان سيعرض في رمضان وبذلك يشاهده معظم الوطن العربي فاحقق شهرة واسعة وهذا ما حدث فعلاً. أين تفضلين العمل في السينما أم في التلفزيون أم في المسرح؟ - جودة العمل هي التي تفرض عليّ الوسيلة وتحتم عليّ الاختيار وأنا أحب الفن عموماً وبأشكاله كافة سواء أكان مسرحاً أم سينما أم تلفزيونياً، وأنا أرى في نفسي القدرة على العطاء في كل الألوان. ألم يعرض عليكِ بطولات مطلقة حتى الآن؟ - لا، فكل ما يعرض عليّ حتى الآن بطولات جماعية، ولكنني لست حزينة لأنني أريد أن أصعد السلم من أوله ولا أتعجل البطولة المطلقة، وعندما جربت البطولة الجماعية أكثر من مرة شعرت بمدى الافادة من الاحتكاك المباشر مع الفنانين ما أكسبني خبرة ستفيدني عندما أقوم بالبطولة المطلقة بعد ذلك. ماذا تفعلين لتتميزي في وسط مليء بالمتميزين؟ - أنا مؤمنة بأن التميز والموهبة هبة من الله وكل ما أفعله هو إخلاصي في عملي والاجتهاد في تقديم أدوار محترمة ومتنوعة، وكل ما أطمح إليه أن أكون فنانة شاملة أقدم جميع الأشكال والأنماط ولا أضع نفسي في قالب فني واحد. النقد شيء جميل ماذا يفعل الفنان برأيك حتى يحقق المعادلة الصعبة وهي الشهرة وحب الناس؟ - لا أرى أن المعادلة صعبة، لأن تقديم اعمال محترمة وقوية يحقق هذه المعادلة. وعلى رغم أنني في مرحلة البداية إلا أنني أفكر جيداً في الدور الذي سأقدمه ووقعه على الجمهور ونظرة المشاهدين اليّ بعده، وهذا ما أنوي فعله في جميع اختياراتي بعد ذلك، فبالدور المحترم القوي الذي يؤثر في الجمهور أحقق المعادلة الصعبة الى جانب أن يكون الفنان طبيعياً فلا يتكلف أو يتصنع، ولا يصل بشهرته إلى حد الغرور لأنه بداية السقوط. ما رأيك في النقد؟ - النقد شيء جميل يدفع الفنان الى التركيز وتجنب الأخطاء التي وقع فيها، ولكن ليس كل ما يكتب يكون صحيحاً فهناك نقاد لا يرون في العمل إلا سلبياته فقط، وهناك من يحمّل الممثل بمفرده مسؤولية نجاح الفيلم أو فشله. لكن هناك عوامل أخرى في الفيلم غير الممثل تكون سبب نجاح الفيلم أو فشله، وأنا لست مع النقد السلبي فقط، أو الإيجابي فقط ولأنني فنانة أحب أن أعرف ما هي محاسني وما هي عيوبي أنا مع النقد الموضوعي. والنقد شيء جميل وصحي ولكن عندما يقدم في شكل صحيح مراعياً مشاعر الفنان الذي هو في النهاية إنسان لا يتعمد تقديم شيء يسيء إلى نفسه بل يريد أن يخرج أفضل ما عنده. هل تحضرين جديداً؟ - أمامي الآن مسلسل ومسرحية ولكن لم أوقع أي عقود بعد، لذلك لا أتحدث في تفاصيل الأعمال إلا بعد التوقيع ولكنني أتمنى الانضمام إلى أبطالهما لأنهما فعلاً عملان متميزان.