كشفت السلطات المحلية في نيويورك أمس، أن ساحة "تايمز سكوير" ستشهد إجراءات أمنية غير مسبوقة خلال احتفالات رأس السنة، تشمل نشر قناصة على أسطح المباني ومنع الطيران من التحليق في أجواء المنطقة، إلى جانب دوريات جوية فوق المدينة. ونقلت خدمة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي أن نحو 240 آلة تفتيش ستُنشر على مداخل الساحة، لتفتيش مئات الآلاف من الوافدين. وقال المسؤول إن وزارة الأمن الداخلي وافقت على طلب سلطات المدينة تنفيذ دوريات جوية فوق المدينة ليلاً ونهاراً في فترة الأعياد. وأضاف أن فرقاً خاصة تعرف ب"هركوليز" ستقوم بدوريات في منطقة الاحتفالات. ويذكر أن السلطات الأميركية رفعت حال التأهب إلى اللون البرتقالي مرتفع بعدما وردت تقارير بشأن تخطيط إرهابيين لتنفيذ هجمات أكبر أو موازية ل"11 أيلول". وفي غضون ذلك كشفت مجموعة وثائق رفعت السلطات الأميركية السرية عنها أخيراً، أن مسؤولي سير الملاحة الجوية في نيويورك لم يعرفوا بهجمات 11 أيلول سوى عبر وسائل الإعلام، ما يؤكد وجود خلل كبير في انتقال المعلومات بين مختلف الأجهزة. وقالت خدمة "نيويورك تايمز" إن على رغم تتبع طائرات مقاتلة الطائرات المخطوفة، فإن الوثائق أظهرت أن المراقبين في برج "لا غارديا" في نيويورك واصلوا السماح للطائرات بالإقلاع إلى أن اصطدمت الطائرة الثانية بأحد برجي مركز التجارة العالمي، أي بعد ساعة على خطف الطائرة الأولى. وأضافت أن السلطات العسكرية أكدت أن إدارة الطيران الفيديرالية أبلغتهم بطائرة واحدة مخطوفة من أصل أربع، وذلك بعدما تحطمت الطائرة الثانية. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" رفعت دعوى قضائية من أجل رفع السرية عن الوثائق، بعدما نشرت السلطات ألفي صفحة من الاتصالات الهاتفية المسجلة أثناء الهجمات. يذكر أن لجنة التحقيق في الهجمات المكلفة من الكونغرس الأميركي تدرس هذه الوثائق وغيرها. ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم اللجنة أن "ما كان يجرى على الأرض وقت الهجمات ورد فعل الإدارات الفيديرالية والمحلية على ذلك يشكلان أمراً محورياً في عملنا". وأكدت الصحيفة أن اللجنة اضطرت إلى إصدار طلب إحضار للمعلومات، بعدما تلقت أجوبة "غير مكتملة" من السلطات العسكرية والمدنية. وذكرت أن الطائرة الرابعة المخطوفة أقلعت الساعة الثامنة و45 دقيقة، أي بعد خطف طائرتين قبلها، الأمر الذي دفع اللجنة وغيرها إلى التحقيق في كيفية نقل إدارة الطيران الفيديرالية للمعلومات بالتزامن مع الهجمات. حراسة الرحلات الجوية على صعيد آخر، أثار قرار أميركي يطلب من شركات الطيران الأجنبية وضع حراس مسلحين على بعض الرحلات الجوية إلى الولاياتالمتحدة، ردود فعل دولية متباينة. فتجاوبت باريس مع القرار، إذ كشفت تقارير صحافية أن رجال أمن من قوات النخبة الفرنسية تنتشر على متن الرحلات المتجهة إلى واشنطن والقادمة منها. أما بريطانيا فاتخذت قراراً بنشر حراس على متن رحلاتها الجوية، ما لاقى معارضة من شركات طيران خاصة، في حين رفضت تايلاند الطلب الأميركي ووافقت المكسيك على أن يشمل بعض رحلاتها. من جهة أخرى، طلب مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي من رجال الشرطة في جميع أنحاء البلاد التنبه من الروزنامات التي يمكن أن "تستخدم لإعداد هجمات إرهابية". إلى ذلك، أعلن الجيش الأميركي أنه يحتجز عشرة رجال يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "القاعدة"، اعتقلوا في قارب يحوي على كمية كبيرة من المخدرات كانت البحرية الأميركية اعترضته في مضيق هُرمز الخليج العربي. استنفار في مطار امستردام في هولندا، قال مسؤول في مطار سخيبول آمستردام إن مئات الركاب نقلوا خارج صالتي مغادرة في المطار بعد استدعاء فرقة من خبراء المتفجرات لفحص حقيبة لم يعرف صاحبها. وأضاف أن صالتين من أصل ثلاث في المطار المزدحم أخليت ما أدى إلى تعطل بعض الرحلات. مانيلا ترحل أميركيين - أفريقيين وفي الفيليبين، أكد مكتب الهجرة أن مانيلا ستطرد شقيقين أميركيين من أصول أفريقية متهمين بقيامهما بنشاطات مع تنظيمات "إرهابية" قد تكون مرتبطة بتنظيم "القاعدة". ونفى جيمس ستابز المعروف ب"جميل داود مجاهد" 56 عاماً وشقيقه مايكل راي ستابز 55 عاماً التهم الموجهة إليهما خلال عرضهما على الصحافيين في مقر قوات البحرية الفيليبينية. وأوضح مجاهد أنه اعتنق الدين الإسلامي، ولكنه أشار إلى أن شقيقه لا يزال مسيحياً. وكانت السلطات اعتقلت الأميركيين في مدينة تانزا جنوب مانيلا في 13 من الشهر الجاري، إثر ورود معلومات استخباراتية مفادها "أنهما التقيا مسؤولين في خلايا إرهابية مختلفة في البلاد على علاقة بالقاعدة". وأوضحت مديرة مكتب الهجرة آندريا دومينغو أن الشقيقين التقيا أعضاء في جماعة "أبو سياف" وانفصاليين في جبهة "مورو الإسلامية للتحرير".