استشاط المتضررون الفلسطينيون الذين هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي منازلهم في مخيم رفح غضباً وقرروا امس "احتلال" احدى المدارس الحكومية التابعة للسلطة الفلسطينية والاقامة فيها حتى تتدخل السلطة وتجد لهم منازل او شقق لايوائهم ونسائهم واطفالهم. وكانت منازل هؤلاء هُدِمَت في العملية الاسرائيلية الوحشية التي اطلقت اسرائيل عليها اسم "علاج جذري" واستمرت نحو 50 ساعة. وقال عدد من مالكي المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال يومي الخميس والجمعة الماضيين انهم توجهوا امس الى مدرسة الطبري في مدينة رفح للاقامة فيها، بعد ليلة قضوها في العراء من دون مأوى. واشتكى هؤلاء من انه لم يزرهم أي وزير او مسؤول في السلطة الفلسطينية ولا حتى محافظ المدينة للاطلاع على احوالهم وتلبية احتياجاتهم الموقتة الى حين ايجاد حلول جذرية لهم. وأشادوا بالمفوض العام لوكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اونروا بيتر هانسن الذي زارهم اول من امس وتفقد احوالهم. لكنهم اشتكوا من ان "أونروا" التي وعدت بتوزيع 500 دولار اميركي لكل اسرة متضررة من عملية اجتياح مخيم يبنا ومنطقتي الشعوت والبراهنة جنوبالمدينة المحاذية للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، لم تف بوعدها، مؤكدين ان عددا من الاسر لم تحصل أي مبالغ. وكان مسؤول في "اونروا" قال ل "الحياة" اول من امس ان الوكالة الدولية ستدفع لكل اسرة متضررة 500 دولار فورا، فضلا عن مساعدات عينية اخرى عاجلة. وتشير الاحصاءات الى ان نحو 120 منزلا هدمت كليا ونحو 170 منزلا تضررت جزئيا في المنطقة التي خضعت لاوسع عملية عسكرية اسرائيلية منذ اندلاع الانتفاضة قبل ثلاث سنوات. وناشد المتضررون الرئيس ياسر عرفات والسلطة والمجتمع الدولي مساعدتهم في ايجاد مأوى لاسرهم وابنائهم، والضغط على اسرائيل للكف عن تدمير منازلهم وتشريدهم تحت حجج وذرائع واهية. الى ذلك، وصف هانسن ما جرى في مخيم رفح بانه "عملية تهجير جديدة للاجئين الفلسطينيين" الذين ارغموا على هجر منازلهم عام 1948 بسبب المجازر الصهيونية انذاك. واعرب عن اعتقاده انه "لا يوجد أي مبررات لاستخدام اسرائيل طائرات "اباتشي" في تدمير المخيم، حتى لو كان هناك انفاق"، كما تدعي قوات الاحتلال. وقال ان هناك نحو 300 عائلة يبلغ عدد افرادها 1500 فرد باتوا بلا مأوى، لافتا الى ان "اونروا" بحاجة الى نحو 200مليون دولار في شكل عاجل لمساعدة اللاجئين في الاراضي الفلسطينية. وعادت جرافات الاحتلال وهدمت امس منزلين كليا في حي زعرب جنوب غربي مدينة رفح، عندما توغلت الجرافات بحماية الدبابات وسط اطلاق نار كثيف. وفتحت قوات الاحتلال الحواجز الثلاثة التي تقطع اوصال القطاع الى اربعة معازل هي رفح، وخان يونس، والوسطى، وغزة وشمالها، لمدة ثلاث ساعات امس، قبل ان تعيد اغلاقها وتمنع نحو مليون ونصف مليون نسمة من التحرك أو الخروج من مدنهم وقراهم ومخيماتهم التي أصبحت، لليوم التاسع على التوالي سجونا كبيرة نسبياً. وفي الضفة الغربية، مازالت مدينة جنين ومخيمها خاضعين لنظام حظر التجوال المشدد لليوم التاسع على التوالي، في حين تخضع مدينة قلقيلية لحصار مشدد لليوم العاشر على التوالي. وفي مأساة إنسانية لا نظير لها في العالم، تقطعت السبل بنحو 50 مزارعا فلسطينيا خلف جدار الفصل العنصري في بلدة جيوس قرب جنين وبين الخط الأخضر. وقالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال أغلقت البوابة المقاومة على الجدار لتنقل المزارعين بين بلدتهم ومزارعهم خلف الجدار قبل تسعة أيام من دون ان تسمح لهم بالعودة الى منازلهم. واعتقلت قوات الاحتلال ليل الأحد - الاثنين غزةفلسطين، خمسة من قرية كفر راعي، وخمسة آخرين من بلدة عرابة الواقعتين جنوب غربي جنين.