اشترط سماحة الأمين العام ل"حزب الله"، السيد حسن نصر الله حفظه المولى، في احدى خطبه الرمضانية التي تناول فيها الشأن الداخلي الاقتصادي ان يتحرك الشعب أولاً، كي يحظى هذا الشعب المغلوب على امره بدعم ومساندة ومناصرة "حزب الله" في انتفاضته على الفاسدين واللصوص المرتزقة الذين نهبوا خيرات الوطن وثرواته، وتطاولوا بغير وجه حق مشروع على المال العام نحن، في المطلق، نؤيد سماحته في توجهاته وتطلعاته الوطنية النزيهة. ولكن ليس من الحكمة في شيء، ومن غير المعقول والمنطقي والمقبول ان تكون هنالك شروط مسبقة على دعم ومساندة وتأييد التحرك الشعبي الجماهيري. فالشعب المنكوب اقتصادياً واجتماعياً في امسّ الحاجة الى من يقوده لمقاومة الطغاة، اهل الفساد واللصوص الذين سرقوا ونهبوا وظلموا ودمروا وخرّبوا. إن التلاحم الجماهيري الوطني لمقاومة الظلم والفساد يستدعي التضامن من دون شروط او قيود. ويتطلب هذا التضامن والتلاحم تجاوز كل العقبات من مخاوف ومحاذير وافتراضات واهية. ونسأل سماحتكم، ايها القائد المظفر الشريف حقاً، عندما قررتم وصممتم وعقدتم العزم على الجهاد لمقاومة المحتل الصهيوني، هل منعتكم او اقعدتكم المحاذير والمخاوف والعقبات عن أداء فرض الجهاد والمقاومة؟ يقيناً كلا! ويقيناً انكم لم تسألوا، ولم تشترطوا، وما استأذنتم احداً. وهذا هو عينه جوهر ما هو مطلوب الآن من سماحتكم، ومن حزبكم الميمون المقاوم، ألا وهو قيادة الانتفاضة الشعبية المتوقعة كرأس حربة لاجتثاث الفساد من جذوره، والاقتصاص من الفاسدين والمرتشين واللصوص السماسرة. ولسوف يقدر لكم الشعب الذي عقد الآمال عليكم، وعلى حزبكم المقاوم، على مختلف فئاته وطوائفه، هذا الموقف الوطني الشجاع والجريء. وأنا على يقين من انكم ستحظون بالاجماع الوطني، لذلك سيروا على بركة الله، لا تترددوا، واعلموا ان الشعب المستضعف الجائع المقهور والمظلوم، عاجلاً ام آجلاً، بكم او من دونكم، سينتفض ليقتص من اهل الفساد. صور - د. قاسم اسطنبولي