يسعى العديد من مصممي الأزياء في الاردن الى اعادة احياء الازياء التقليدية الشرقية بطريقة عصرية، في محاولة لترويجها لاكبر عدد من السيدات عبر تطوير التصاميم واستخدام الوان زاهية لتعكس روح التراث في زمن تلاحق فيه الازياء الموضة على الطريقة الغربية. وبدا الاقبال على الاثواب المحدثة يزداد بين الاجيال الاصغر سناً، وهو امر لم يكن مألوفاً في العاصمة قبل سنوات، الا بين محبي التراث والتقاليد الشرقية. لكن الازياء القديمة لا تزال تنتشر، في المحافظات والاحياء الشعبية، على شكل اثواب مطرزة بقطب فلاحية تقليدية او اثواب سود يطلق عليها احياناً اسم المطرقة. وقالت مصممة الازياء انتصار الفرخ ان الموضة بدأت حالياً تستوعب فكرة الاثواب باخراج جديد في الاقمشة والالوان لتعكس روحاً شرقية. وبدأت الفرخ بتصميم اثواب عريضة فضفاضة ذات النمط التستري الا انها طورت تصاميمها لتحتوي على اثواب خاصة بالاعراس. "بدأت كل سيدة لديها ثوب كلاسيكي قديم تطلب ثوباً محدثاً، فهناك سوق كبيرة لها. وبدأ الطلب يزداد بين فئة الصبايا، وهذا شيء جديد"، قالت فرخ التي ابدت حماسة وهي تصف الاثواب. وفي البلد ، تحتل الازياء التقليدية المشغولة بالماكنات، واجهة المحلات التجارية، وهي مصنوعة من اقمشة الكتان والمخمل الاسود والاخضر والازرق الداكن بأسعار تقل عن 50 دولاراً للثوب الواحد. وتباع الاثواب المصممة يدويا عند مصممي الازياء الذين يبرزونها غالباً في عروض ازياء متنوعة عن طريق cat walks مع موسيقى عزف عود او ربّابة واغان شرقية تكون في بعض الاحيان مستمدة كلماتها من المنطقة التي يتحدر منها اصل الثوب. وتعكس التصاميم الحديثة تراثاً مطوراً مستمدة فكرته من القطب القديمة، ولكن روحها لا تزال موجودة في اقمشة الحرير، او بالتربيعات البارزة ذات الحجم الكبير والوان "مفرفحة"، كما قالت لانا بشارات منظمة عروض ازياء. "ولولا تعلق الناس بالقديم لما ظهرت الاثواب الحديثة المطورة، وهذا دليل بحد ذاته الى تمسكهم بالتراث الشرقي وتقديرهم له"، قالت بشارات. وتدخل احياناً القطب التقليدية في جاكيتات الجينز المنتشرة بشكل كبير بين الشابات، وعلى نمط وردات صغيرة على اقمشة خاصة تستخدم فوق ملابس السباحة واحيانا في الاثاث المنزلي. وتجمع وداد قعوار وهي باحثة اجتماعية في التراث العربي الاثواب الاردنية والفلسطينية التراثية التي يزيد عمرها عن خمسين عاماً. ومع انتشار موضة الازياء التقليدية المطورة، انتقدت قعوار لجوء بعض مصممي الازياء الى استغلال موضوع التراث الشرقي لترويج تصاميمهم. "فما يصنعونه فعلاً جميل كفساتين للسهرات... لكن ليست له علاقة بالتطريز العربي" على حد تعبيرها. وتبرز من مجموعتها اثواب تمثل مدينة السلط والتي تتميز بطول القماش لتصل الى اثني عشر متراً، ويحتاج ارتداؤها الى مهارة خاصة. وهناك ثوب خاص لمدينة معان في جنوبالأردن بأقمشة ملّونة، وكانت المدينة سابقاً ملتقى للحجاج في طريقهم لمكة المكرمة عبر سكة حديد الحجاز وكان تجارها يبيعون اقمشة مصنوعة من الحرير.