قوبل الاعتداء الذي نفذه فلسطينيون على وزير الخارجية المصري أحمد ماهر لدى دخوله الى المسجد الاقصى في القدسالمحتلة امس، بعدما أجرى محادثات مع كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ووزير خارجيته سلفان شالوم، بصدمة واستنكار شديدين في القاهرة، ومن جانب السلطة الفلسطينية. وأعربت الرئاسة المصرية في بيان تُلي على التلفزيون الحكومي عن "عميق الأسف لمحاولة قلة غير مسؤولة من الفلسطينيين التعدي على وزير الخارجية أحمد ماهر في اثناء قيامه بمهمة في إسرائيل لدفع عملية السلام قدماً بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية وقيادتها". وأكد البيان ان "مثل هذه الاحداث لا ولن تؤثر في التزام مصر الكامل ببذل كل جهد ممكن للتوصل الى تسوية سلمية شاملة للقضية الفلسطينية من خلال مفاوضات مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وبمشاركة القوى الدولية المحبة للسلام". وعبرت مصادر سياسية مصرية ل"الحياة" عن دهشتها من "التصرف الذي أتت به مجموعة من الغوغاء لا تتحلى بالمسؤولية". وجاء الاعتداء على الوزير المصري بعد ساعات من إعلانه ان الدولة العبرية ستلتزم الهدوء وتكف عن نشاطاتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في حال حافظ الفلسطينيون على الهدوء. وتعقد غداً قمة مصرية - سورية في منتجع شرم الشيخ المصري. راجع ص4 و5 وقال شهود عيان ان وزير الخارجية المصري سقط مغشياً عليه بعدما دفعه بعض الاشخاص بخشونة اثناء دخوله المسجد الأقصى. وعرضت القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي شريطاً من تصويرها يبدو فيه رجل يهتف مخاطباً ماهر: "شريك القتلة وشريك ذابحي المسلمين، لا أهلاً ولا مرحباً. الله أكبر. الجهاد في مصر سيكون". وقالت القناة الاسرائيلية إن حراساً فلسطينيين ومصريين رافقوا الوزير ماهر حتى مدخل الحرم ثم حدث تدافع وعلت صيحات وشتائم وقذفت أحذية، "وعندها تدخلت عناصر من الأمن العام الاسرائيلي شاباك لاخراج الوزير من داخل المسجد بعد ان اصيب بخدش بسيط، لكنه نزل الدرج على قدميه وصعد الى سيارة اسعاف من دون مساعدة". وقالت هيئة الاسعاف الاسرائيلية ان ماهر كان في حال طيبة بعدما عالجه مسعفون في مسرح الحادث من صعوبة التنفس. وذكر التلفزيون الاسرائيلي ان ماهر كان قد أحس خلال مأدبة غداء اقامها نظيره الاسرائيلي شالوم بضيق في الصدر، وقال لمن حضروا المأدبة إنه يعاني من الكوليسترول لكنه لم يتردد في تناول حلوى. ونقل التلفزيون عن اطباء في مستشفى هداسا الذي نقل اليه الوزير ماهر انه يتمتع بصحة جيدة وانهم ابقوه هناك بضع ساعات للمراقبة. وقال جهاز الامن العام الاسرائيلي انه يعرف هوية المعتدين على ماهر ويشتبه بأنهم من "حزب التحرير" الاسلامي. وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع عن أسفه للحادث الذي تعرض له ماهر من جانب مجموعة "لا تقدر الدور الذي تقوم به مصر من اجل القضية الفلسطينية"، غير انه قال ان الحادث وقع في القدس التي لا تخضع للسيطرة الفلسطينية. واستنكرت الحكومة الفلسطينية بشدة الاعتداء الذي قامت به مجموعة وصفتها بالغوغاء، ووصف حسن ابو لبدة الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني مثل هذه الأعمال بالجبانة والغريبة على التقاليد الفلسطينية. وأكد ان السلطة الفلسطينية ستلاحق كل من له علاقة بهذا الاعتداء السافر. وقالت مصادر مصرية مساء امس إن "ماهر خطط لزيارة أراضي السلطة الفلسطينية بعد عودته من إسرائيل"، وأنه تم إعداد "ترتيبات لزيارة رام الله بعد أيام ولقاء الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة أحمد قريع لإطلاعهما على نتائج الجهود المصرية مع الجانب الإسرائيلي". وأكدت المصادر أن القاهرة ستواصل الجهود التي بدأتها مع الفصائل الفلسطينية وحكومة قريع وكذلك مع الجانبين الاميركي والإسرائيلي. وكان ماهر 69 عاماً خلف عمرو موسى في منصب وزير الخارجية في آيار مايو 2001، وتولى موسى منصبه كأمين عام للجامعة العربية خلفاً لعصمت عبدالمجيد. وقال السفير الدائم لفلسطين لدى الجامعة العربية محمد صبيح: "إن أيادٍ حاقدة ومشبوهة تقف وراء هذه المحاولة بهدف الاساءة للعلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري".