يتوافد قادة الدول الخليجية الست أو ممثلون عنهم الى القمة ال24 لمجلس التعاون في الكويت اليوم، والتي ستبحث قضايا سياسية وأمنية واقتصادية في ضوء التغيير الكبير في الساحة العراقية وفي ظل ملف الارهاب الذي فرض نفسه خليجياً بعد الهجمات الدامية في السعودية وتركيا. وتحدثت أوساط خليجية مسؤولة عن مساع لعقد "لقاء مصارحة ومصالحة" بين ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على هامش اعمال القمة، للبحث في الاسباب التي أدت الى فتور العلاقات بين البلدين منذ نحو عام ونصف العام. وسيعقد هذا اللقاء في اطار اللقاءات الثنائية بين قادة دول مجلس التعاون خلال وجودهم في الكويت الذي سيستمر 24 ساعة. وكان فتور العلاقة بين الرياض والدوحة أدى الى عدم مشاركة ولي العهد السعودي في القمة الخليجية. ودفع هاجس الارهاب الكويتيين الى اتخاذ أقصى الاجراءات الأمنية استعداداً للقمة. واستكمل آلاف من عناصر الشرطة والجيش والحرس الوطني انتشارهم حول المنشآت الحيوية ومقار المؤتمر ووزعت الآليات المدرعة عند تقاطعات الطرق الرئيسية، فيما تحول فندقا "شيراتون" و"فوربوينت" حيث يقيم مرافقو الوفود، وفندقا "ماريوت" و"كراون بلازا" حيث يقيم الصحافيون الى ثكنات عسكرية تطوقها نقاط التفتيش والأسلاك الشائكة، ومنعت وزارة الداخلية الملاحة في المياه الاقليمية للصيادين والمتنزهين حتى يوم الثلثاء. وتخوف المواطنون من اختناقات مرورية كبيرة بسبب اغلاق عدد من الطرق السريعة المؤدية الى قصر "بيان" والمطار الدولي، وعدلت وزارة التربية عن قرار كان متوقعاً أمس باغلاق المدارس الابتدائية والمتوسطة غير أن كثيراً من المدارس الخاصة سيعطل اليوم وغداً، كما أن كثيراً من أولياء الأمور قرروا إبقاء ابنائهم في المنزل. وكان قيام شاب كويتي الاسبوع الماضي بثلاث هجمات على قوافل عسكرية أميركية وعلى باص للعمال أثار مخاوف من متعاطفين مع فكر "القاعدة" ربما ينشطون في عمليات في الكويت خلال القمة، وقال وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد ان الاجراءات الأمنية هي في أعلى مستوياتها لكنه لم يستبعد وقوع أعمال ارهابية. وكان الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية، قال ان قمة الكويت "ستشهد قرارات مهمة لمصلحة مواطني دول المجلس"، وأشار في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء الماضي الى اتفاقات على قضايا مثل الوحدة الجمركية عام 2005 والعملة الخليجية الموحدة عام 2010، لكن الخليجيين لا يزالون غير متفقين على جواز السفر الموحد وفكرة عبور الحدود للمواطنين بالبطاقة الشخصية. وأشار الى أن اجتماعات الوفود ستتناول التطورات العراقية وستطالب بمحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين على "جرائم غزو واحتلال الكويت"، كذلك ستبحث في السياسة الخارجية للمجلس والعلاقة مع ايران لكنها "ستترك الموقف من الوجود العسكري الغربي لكل دولة خليجية تتخذ بشأنه ما يناسبها". وأوضح العطية ان موضوعي الارهاب وتعديل المناهج التعليمية في دول المجلس سيكونان في صدارة اهتمام القادة، وبهذا الصدد دعا النائب الاسلامي الكويتي وليد الطبطبائي أمس القادة الخليجيين لأن "تكون معالجة حكومات المجلس لقضية الارهاب ناتجة عن التصور الصحيح والموضوعي لظاهرة الارهاب ونطاق انتشارها، لا على أساس المعالجة الغربية التي تعتبر مظاهر التدين تطرفاً والمقاومة المشروعة للاحتلال الصهيوني ارهاباً".