في 30 آب أغسطس من العام الجاري، افتتح الاهلي المصري موسمه الكروي بالتعادل السلبي مع الزمالك في مباراة الكأس السوبر المصرية، لكنه احرز اللقب بفضل ركلات الجزاء الترجيحية الى جانب تألق حارسه عصام الحضري... وهو اللقب الاول في تاريخ الاهلي من دون ان يحرز هدفاً في مباراته الفاصلة. ومنذ ذلك اليوم الذي احتفل فيه الجمهور الاحمر بلقب صغير، لم تعرف الابتسامة طريقها الى وجوه انصاره، وعاشوا اصعب الايام والازمات، وقبعت الغالبية في منازلها اياماً عدة من دون الذهاب الى العمل خشية العبارات اللاذعة التي تنتظرهم من ألسنة انصار الزمالك والاسماعيلي! وعلى غرار الاعلان الشهير لجمعية مكافحة مرضى سرطان الاطفال "تعاطفك وحده مش كفاية، اتبرع ولو بجنيه"، قال الساخرون من الاهلي: "تعاطفك مع الاهلي مش كفايه... اتبرع ولو بنقطة". الفريق الاحمر بدأ مسابقة الدوري في الاسماعيلية، وظل متعادلاً حتى الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، وهي الدقيقة التي شهدت هدفاً لحسني عبد ربه بعدما اصطدمت كرته بقائمي المرمى وسكنت الشباك... فكانت الهزيمة الأهلاوية الاولى. ومن ملعب الاسماعيلية الى مطار القاهرة، اتجه الفريق وغادر الى نيجيريا لمواجهة رينجرز في ذهاب ربع نهائي كأس الاتحاد الافريقي. وعلى رغم ان الفريق النيجيري ضعيف جداً، الا انه انزل بالاهلي اثقل هزيمة في تاريخه الافريقي بأربعة أهداف. ...هنا ادرك الجميع وجود ازمة. وحاول الكثيرون اخفاءها بعد فوز الاهلي على القناة 3-1 في الدوري، لكن الحقيقة تجلت للجميع بسقوط مروع في القاهرة أمام انبي 1-2 في الدوري... فكانت الهزيمة الثانية للاهلي امام انبي في 4 شهور، وبدأ الحديث عن العلاج والتغيير وعقاب اللاعبين. مباراة الاياب بين الاهلي ورينجرز جاءت غريبة جداً، وعجز المصريون الراغبون في احراز خمسة أهداف للتأهل عن هز شباك ضيوفهم المنكمشين على مدار 90 دقيقة، وخرج ممثل مصر من المسابقة تلاحقه لعنات جماهيره التي هتفت ضد لاعبيها للمرة الاولى في تاريخ النادي. وودع الاهلي المسابقة الاولى من اصل خمس مسابقات يخوضها في الموسم الجديد. عاد الفريق الى الدوري بفوز على المصري 3-1 في القاهرة، وعادت معه الابواق الكاذبة للحديث عن صحوة الاهلي واستعادته لمستواه، وتناسوا ان المصري خسر على ملعبه وخارجه امام اضعف الفرق. ومن المسابقة المحلية الى العربية حيث اجتاز الاهلي الدور الاول بفوز هزيل وتعادل محدود مع حسنية اغادير المغربي المتواضع جداً، وشهد لقاء الذهاب في اغادير سلبية من الطرفين، وسجل الاهلي ثلاثة اهداف في القاهرة. وجاء الدور الثاني لتكون المواجهة امام نصر حسين داي الجزائري الخالي من النجوم والبعيد عن المنافسة في بلاده، لكن الاهلي سقط متأخراً في القاهرة من هدف مباغت، ولم يتمكن من التعادل الا بركلة جزاء "وهمية" احتسبها الحكم الاردني الحافي وسط دهشة الجميع، واستمرت المحنة. السقوط المدوي كان في الاسكندرية في الدوري، خسر الاهلي من الاتحاد 2-3 وهي الهزيمة الاولى له في الاسكندرية منذ 27 عاماً، والهزيمة الثالثة للفريق في 5 مباريات للمرة الاولى في تاريخه بالدوري. وفور السقوط وجد مجلس الادارة مبرراً لجمهوره بقرار غريب هو الاستغناء عن الثلاثي ابراهيم سعيد ورامي سعيد واحمد صلاح حسني، وكان الاول والثاني تعرضا لعقوبات عدة على مدار عام، لكن احمد صلاح لم يتعرض مطلقاً لأي عقوبة قبل صدور عقوبة الاستغناء. ومع ناد اسكندري آخر كان الانهيار مستمراً بالتعادل في القاهرة مع حرس الحدود 1-1 في الدوري، وهي المباراة التي اكدت ان الاهلي خرج عملياً ونظرياً من المنافسة على البطولة... واللافت ان الحدود هو الذي اهدر الفوز بفرصتين مؤكدتين في الدقائق الاخيرة من اللقاء، ثم فاز الاهلي على بلدية المحلة المتواضع 2-1 بصعوبة. وعلى ارض الاسماعيلية وفي البطولة العربية جاءت القشة التي قصمت ظهر البعير، وخسر الاهلي من الاسماعيلي صفر-4 في واحدة من اثقل السقطات وأكثرها مرارة للفريق الاحمر، وهي الهزيمة الكبرى له من الاسماعيلي في تاريخهما، ولولا تقاعس لاعبي الاسماعيلي غير المصدقين لفوزهم الكبير لارتفع عدد الاهداف في شباك الفريق الاحمر. ووجدت ادارة الاهلي طريقة جديدة لعلاج الازمة باسلوب الصدمات، وقررت اقالة المدرب البرتغالي انطونيو اوليفييرا ومواطنه ومساعده كارلوس سواريز ومعهما محمود صالح، واستعانت مجدداً بالجهاز الوطني الموقت الذي احرز كأس مصر قبل أربعة شهور وضم فتحي مبروك وحسام البدري وضياء السيد. وخاض الاهلي مع مبروك مباراته الاصعب في الموسم امام الزمالك المنطلق كالصاروخ ومتصدر الدوري، وانهار الاهلي تماماً في الشوط الاول وظهر عاجزاً واهتزت شباكه بهدف وساعده الحظ في الوقوف عند هذه النتيجة... وكان غريباً ان يكتفي الزمالك بهدفه في الشوط الثاني ويتراجع مما اعاد الاهلي الى المباراة واعتقد الكثيرون ان تحسناً طرأ على مستوى الفريق. وقبل مباراة الزمالك كانت الادارة انهت اتفاقها مع مدرب برتغالي آخر هو مانويل جوزيه دا سيلفا، علماً ان مجلس الادارة ذاته انهى عقد هذا المدرب قبل 16 شهراً بلا مبرر مقبول. وقبل ساعات من وصول دا سيلفا، قاد مبروك الاهلي الى الفوز الاول خارج ملعبه في الموسم الحالي على حساب المنصورة المهدد بالهبوط 1-صفر، وتعاطف القائم مع الاهلي واعاد الكرة الى الملعب بدلاً من ان تكون هدفاً للمنصورة. وبالعودة الى لغة الارقام وهي لا تكذب ابداً... خاض الاهلي 9 مباريات في الدوري بنسبة نجاح 50 في المئة تماماً، ففاز على القناة والمصري وبلدية المحلة والمنصورة، وتعادل مع الحدود، وخسر من الاسماعيلي وانبي والاتحاد والزمالك... وخسر مباراة وتعادل في اخرى امام رينجرز في المسابقة القارية، وفاز في مباراة وتعادل مرتين وخسر واحدة مع حسنية اغادير ونصر حسين داي والاسماعيلي في البطولة العربية. سجل الاهلي 18 هدفاً في 15 مباراة، وأحرز له أحمد بلال 7، واسامة حسني 4، ووائل رياض 2، وكل من محمد شوقي ومحمد جودة ومحمد فضل واحمد السيد وعبدالحفيظ هدفاً واحداً... ودخل مرماه 21 هدفاً بمعدل يزيد على هدف لكل مباراة. ولعب للأهلي أكبر عدد من اللاعبين الذين شاركوا في المباريات الرسمية بين كل الاندية المصرية في الموسم الحالي، وهم: عصام الحضري وأمير عبدالحميد وياسر رضوان ورامي سعيد واحمد ابو مسلم ومحمد عمارة وعماد النمر وهادي خشبة وشادي محمد ووائل جمعة واحمد السيد ومحمد شوقي ومحمد جودة وابراهيم سعيد ومحمود شيكو والانغولي جيلبرتو ووائل رياض وسيد عبدالحفيظ وكمال علي وحسام عاشور ورضا شحاته واحمد صلاح واحمد بلال واسامة حسني وخالد بيبو ومحمد فضل وعماد متعب ومحمد فيلكس ومحمد شعلان وعلي صقر وشريف اكرامي ومحمد الزيات، اي 32 لاعباً بالتمام والكمال.