كشف مصدر أمني سعودي رفيع المستوى ل"الحياة" أن السلطات السعودية اطلعت على التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية مع الرجل الأول لتنظيم "القاعدة" في اليمن محمد الأهدل، مشيراً إلى أن نتائج التحقيق تحتاج لبعض الوقت من أجل التأكد من المعلومات التي قدمها، مؤكداً أنهم سيحققون قريباً ثانية معه. وقال المصدر، تعليقاً على إعلان الخارجية الأميركية السماح لديبلوماسييها "غير الأساسيين" في السعودية بمغادرتها، ان هذا الأمر يخص أميركا وحدها، وشدد على أن التعاون الأمني مع أميركا "جيد جداً"، فيما أوضحت ناطقة باسم السفارة الأميركية في الرياض انه لم يطلب من الديبلوماسيين المغادرة، خوفاً من تهديدات إرهابية. في حين نفت مصادر أمنية في الرياض تلقي بعض المدارس الخاصة في السعودية تهديدات. وكانت الخارجية الاميركية أعلنت أنها ستسمح لديبلوماسييها غير الأساسيين وعائلاتهم بمغادرة السعودية بسبب وجود تهديدات ارهابية. وقالت إن "الحكومة الاميركية ما زالت تتلقى مؤشرات إلى تهديدات ارهابية تستهدف المصالح الاميركية والغربية، بما في ذلك الطائرات التجارية". وقال المصدر الأمني الرفيع المستوى ل"الحياة" إن الاعلان "أمر يخص أميركا وحدها ولا شأن للمملكة به". ووصف التعاون الأمني بين الحكومتين الأميركية والسعودية في مكافحة الارهاب بأنه يسير في شكل "جيد جداً". وأضاف "ان المملكة تهمها سلامة جميع القاطنين على اراضيها وأمنهم، سواء كانوا من الاميركان أو غيرهم"، مشدداً على "ان السعودية ماضية في حربها على الارهاب وان الأوضاع في البلاد مستقرة والأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها المطلوبة منها على أكمل وجه". إلى ذلك، أوضحت الناطقة باسم السفارة الاميركية في الرياض ل"الحياة" ان التحذير الجديد "لم يأت بسبب وجود تهديدات أو معلومات عن تهديدات محددة". وأشارت الى "أن السفارة ووزارة الخارجية أبلغتا الديبلوماسيين غير الأساسيين أن قرار المغادرة متروك لهم، وان السلطات الاميركية ستقوم بتقديم تسهيلات السفر لهم وعائلاتهم أو أي من الرعايا الاميركيين إذا قرروا المغادرة". على صعيد آخر، كشف المصدر الأمني ان المحققين السعوديين اطلعوا على التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية مع الرجل الأول في تنظيم "القاعدة" في اليمن، محمد الأهدل المكنى "أبو عاصم المكي"، لافتاً إلى أن "نتائج التحقيقات معه تحتاج إلى بعض الوقت من التثبت والتروي في شأن المعلومات التي ادلى بها". ووصف المعلومات التي قدمها الأهدل ب"المفيدة"، مؤكداً "أن فريق العمل الأمني السعودي سيعود إلى صنعاء في الأيام المقبلة لاستجواب الأهدل مرة آخرى بناء على الاتفاق الأمني بين البلدين". ويذكر ان السلطات اليمنية اعتقلت الأهدل في 25 الشهر الماضي مع أربعة من رفاقه في أحد أحياء صنعاء، وأدلى بمعلومات تتعلق ببعض الأعمال الأرهابية التي وقعت في اليمن، وابرزها التفجير الانتحاري على المدمرة الاميركية "يو إس اس كول" قبالة ميناء عدن في 12 تشرين الأول اكتوبر 2000. وتردد أنه اعترف بأن أثرياء في الخارج من اليمن والسعودية قدموا دعماً مالياً لتنظيمه. من جهة ثانية، قللت المصادر الأمنية المعنية في الرياض من أهمية التهديدات التي يتعرض لها بعض المدارس الخاصة في المملكة والتي تأتي عبر بلاغات هاتفية "كاذبة" ووصفها بأنها تأتي في اطار "التخويف". وكانت مدارس خاصة في الرياض بعضها اجنبي تلقت العديد من البلاغات والتهديدات بتفجيرها عبر الهاتف من مجهولين، منها "مدارس المملكة" التي تلقت اتصالاً هاتفياً، أول من أمس، من مجهول يحذر من عمل إرهابي يستهدفها. وقامت إدارة هذه المدارس باخلاء الطلاب، وأبلغت سلطات الامن التي فتشت المدارس ولم تعثر على شيء وتبين ان البلاغ كاذب.