سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مونديال الشباب في الإمارات ... خطوة نحو المستقبل - مؤتمر صحافي ساخن للجنتين المنظمتين الدولية والمحلية لمونديال الشباب . وارنر يساند الإمارات على طول الخط ... وأسباب تقرير لينزي الإيجابية كثيرة
لا خلاف على أن نبأ غياب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر عن حضور المباراة النهائية لبطولة العالم الرابعة عشرة للشباب، والمقررة غداً في أبو ظبي أثار بعض التكهنات وأدى، حُكماً، إلى تناثر الإشاعات حول حقيقة الأسباب التي أدت إلى اتخاذ مثل هذا القرار... لكن الأمين العام للاتحاد اورس لينزي وضع حداً لكل ما تردد عندما أعلن أن "أجندة" بلاتر لم تحتمل حضوره إلى الإمارات مرة ثانية. في حين أشاد نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر مجدداً بما قدمته الإمارات لهذا الحدث العالمي، مؤكداً أنه سيساندها قلباً وقالباً في حال تقدمت في أي وقت لاستضافة حدث كروي عالمي أكبر. ورد عليه عضو اللجنة المنظمة المحلية رئيس المكتب التنفيذي للبطولة سلطان بن صقر السويدي بأن ما قدمه الإماراتيون ما هو إلا جزء صغير من واجبهم تجاه هذا الوطن، لأنه نابع من شعور قومي هدفه الوحيد رفع أسم الإمارات عالياً في المحافل العالمية... ليس فقط في مجال الرياضة، وإنما في المجالات كلها. في سابقة هي الأولى من نوعها، سيغيب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، السويسري جوزف بلاتر عن حضور المباراة النهائية التي ستجمع بين منتخبي البرازيل وإسبانيا غداً على ملعب مدينة زايد في أبو ظبي في ختام بطولة العالم الرابعة عشرة للشباب التي تستضيفها الإمارات منذ 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وهي المرة الأولى التي يغيب فيها رئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم عن ختام مناسبة دولية تنظم تحت إشراف الأخير على كل الأصعدة، ما أدى إلى سريان الإشاعات المتباينة حول هذا الغياب. وتناثرت الأقوال واختلفت عن أسباب الغياب، وتردد أن بلاتر غاضب من شيء ما... لكن يبدو أن الأمر غير صحيح لأن ما قدمته الإمارات له وللمونديال ذاته، لم تقدمه أي دولة أخرى من قبل... ثم أن الأمين العام للاتحاد الدولي الفيفا، أورس لينزي أكد خلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنتان المنظمتان الدولية والمحلية عصر أمس في فندق هيلتون الكورنيش في أبو ظبي، أن "بلاتر حزين جداً لعدم حضور المباراة النهائية وهو أسف لذلك كما نحن آسفون للأمر ذاته. أولويات على "أجندة" الرئيس منعته من الحضور، وهو سبق له أن ترك أولويات أخرى من أجل حضور افتتاح هذه البطولة بالذات وعدد من مبارياتها. الأمر لا يحتمل التأويل أو الجدل، فالرجل يحب كرة القدم، ويحب أن يكون متواجداً دائماً في مثل هذه المناسبات... ومن منا لا يحب. كنا سنكون أكثر سعادة لو كان موجوداً بيننا طبعاً، لكن مهماته الكثيرة وظروفه الاستثنائية حتمت عليه هذا الغياب". وكان المؤتمر الصحافي عقد في وجود نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر، وعضو اللجنة المحلية رئيس المكتب التنفيذي للبطولة سلطان بن صقر السويدي، وعضو اللجنة المحلية نائب رئيس المكتب التنفيذي حمد بروك، ومدير البطولة مطر الطاير... وأداره الزميل أندرياس فيرتس مسؤول اللجنة الإعلامية في الفيفا. وأعرب لينزي عن اقتناعه التام بكل ما قدمته الإمارات في هذا الحدث "ما سيجعلني أقدم تقريراً إيجابياً جداً عن تنظيم الإمارات لهذه البطولة إذ وفرت كل ما هو مطلوب وأكثر طيلة فترة البطولة وخلال المباريات الخمسين التي اجريت حتى الآن". وفي سؤال ل"الحياة" عن العوامل والعناصر التي أدت الى أن يكون تقريره إيجابياً جداً، رد لينزي "عناصر كثيرة جداً. لقد تلقيت تقارير رائعة ودقيقة من كل اللجان الدولية العاملة في البطولة، وهي أكدت على شيء واحد هو تميز الإمارات في تنظيم هذا الحدث. حصلت على تقارير لجان الضيافة والإعاشة والأمن والمواصلات واللجنة الطبية وغيرها، وإلى جانب هذا الإقبال الجماهيري الحاشد وعدم وقوع أي حوادث لها علاقة بدخوله أو خروجه من الملاعب، صبت الأمور كلها في الخانة الإيجابة ذاتها. والأكيد أن التعاون المثمر من قبل اللجان المحلية أدى إلى عدم وقوع أي مشكلات أو صعوبات كان يمكن لها أن تهز هذه الصورة الجميلة. حللنا هذه التقارير بعناية، واتضح لنا أن الإمارات تستحق هذا التقرير الذي تحدثت عنه هنا". وأضاف "لقد شاهد البطولة حتى الآن ما يقرب من 300 مليون مشاهد عبر شاشات التلفزة، وهو عدد كبير جداً بالنسبة إلى بطولات الشباب ما يعطي الإمارات علامات إضافية في شهادة النجاح". نوط الشرف من جانبه، أكد وارنر أن الإمارات "استحقت نوط الشرف في هذه المناسبة، ولذا سأظل أكرر أن مهمة من سينظم هذا المونديال من بعدها ستكون شاقة جداً إذا ما أراد أن يقدم المستوى ذاته... وأعتقد أن هولندا التي ستنظم مونديال الشباب المقبل في عام 2005 تشعر بضغوط شديدة منذ الآن. أقيمت خمسون مباراة حتى الآن، ولم تردنا شكوى واحدة من أي جهة" . وأضاف "لقد بذل الإماراتيون كل جهد ممكن، وحققوا المطلوب وأكثر فضلاً عن الحفاوة الكبيرة التي استضافت بها الدولة ضيوفها الآتين من كل مكان في العالم. نحن لا نقوّم نجاح المونديال فقط بالحفاوة والترحاب، وإنما نقيس نجاحه بمعايير مهمة جداً يأتي في مقدمها ما قدمته الدولة المضيفة من خدمات، فضلاً عن ضخامة البنية التحتية وجودتها، والتي تملكها الدولة من طرقات وفنادق ووسائل معيشة مختلفة، وأيضاً الاتصالات والعلاقات الدولية الطيبة... وقبل كل ذلك الملاعب الرائعة التي أقيمت عليها المباريات، وتلك التي تدربت عليها المنتخبات المختلفة. كل هذا يصب، حُكماً، في تأكيد أن مهمة هولندا ومن ستأتي بعدها ستكون في غاية الصعوبة... واسمحوا لي أن أكرر أنني لم أشهد في حياتي مثل هذا الترحيب والامتياز والشعور الذي شعرنا به هنا، لقد شعرنا بأننا عائلة واحدة. لقد غير الإماراتيون مفهوم الكثيرين السلبي عن منطقة الشرق الأوسط إلى واقع إيجابي ملموس شعر به كل من جاء إلى الإمارات في هذه المناسبة، ولذا فأنني أُعلن منذ الآن أنه في حال تقدمت الإمارات بطلب استضافة أي بطولة أخرى من البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي سأساندها وأقف إلى جانبها على طول الخط" . وحول موقف الفيفا إزاء تمسك بعض الأندية بلاعبيها وعدم السماح لهم بالانضمام لمنتخبات بلادهم المشاركة في هذه البطولة، قال وارنر: "اللوائح معروفة، ونحن نأمل دائماً بأن يشارك في مثل هذه المناسبات أفضل اللاعبين ليرتقي مستوى منتخباتها وبالتالي يرتفع المستوى الفني للبطولة عموماً. لكن إذا كانت الاتحادات الأهلية هي التي تقرر أن تكون الأفضلية للنادي، فإننا لا نستطيع أن نفعل حيال قرارها أي شيء. لقد كان مقرراً أن تقام البطولة في شهر آذار مارس الماضي في وقت قد يسمح لبعض اللاعبين الذين غابوا بالحضور، لكن بعد تأجيلها بسبب أوضاع المنطقة آنذاك وإصرارنا على إقامتها في الإمارات لأنها صاحبة الحق في ذلك ما جعلنا ننظمها في هذا التوقيت بالذات... وربما أثر ذلك على رغبات الأندية في الاحتفاظ بلاعبيها، لأن البطولات المحلية تمر في وقت حرج الآن". وحول بعض المضايقات التي تعرض لها بعض اللاعبين بسبب تطفل السماسرة والعروض الكثيرة التي قدموها إليهم ما تسبب في فقد تركيزهم على المنافسات، أوضح وارنر أنه لم يتلق أي شكوى من أي منتخب بهذا الخصوص. وعن الحكام، رأى أن "الحكم لا يمكن أن يسعد الطرفين في الوقت ذاته. وأنا سعيد ومرتاح بما قدموه حتى الآن. كل شخص ينظر إلى قرار الحكم من وجهة نظره هو، ومدى مصلحته الشخصية من وراء هذا القرار. لا يمكن مثلاً أن يعني اختيار حكم أرجنتيني لإدارة مباراة الإمارات مع كولومبيا أن لجنة الحكام أرادت مجاملة الكولومبيين، فهذا منطق غير معقول أو مقبول... والمهم أن التقارير التي وردتنا عنهم إيجابية للغاية". وحول رفع عدد المنتخبات المشاركة في بطولتي العالم للناشئين والشباب من 24 إلى 32 منتخباً ليصبح شأنهما شأن مونديال الكبار، رأى وارنر أن ذلك "يضعف البطولتين ويقلل من مستواهما الفني، لأنه ليس هناك دول كثيرة على درجة عالية من الكفاية تؤهلها للمشاركة في مثل هذه البطولات بالقوة ذاتها". ورداً عن سؤال عما يتردد حول وجود "أبواب خلفية" للاتحاد الدولي لا يمكن الوصول إلى تنظيم البطولات الكبرى إلا بعد المرور منها، نفى وارنر الأمر جملة وتفصيلاً "هذه اشاعات مغرضة لا تقدم بل تؤخر ونسمعها كثيراً من دون أن نعيرها أي اهتمام لعدم جديتها، فنحن في الاتحاد الدولي نعرف عملنا جيداً ونتعامل بشفافية مع الجميع ولا نفضل دولة على أخرى إلا بما يحتويه ملفها. لا تصدقوا مثل هذا الكلام، لأن إدراككم للأمور لا بد أن يكون أكبر من ذلك". وعن فرص نجاح ملف التنظيم المشترك بين تونس وليبيا لمونديال 2010، جدد وارنر قرار الاتحاد الدولي الرامي إلى رفض الأمر بشكل عام إلا في ما ندر "كي نوافق على التنظيم المشترك مرة أخرى، لا بد ألا يقل الملف المقدم عن نظيره الكوري الجنوبي - الياباني، وهو ما لم يحصل حتى الآن من قبل تونس وليبيا... ما يعنى أن طلبهما مرفوض إلى أن تقدما ما يجبرنا على الموافقة على إسناد مونديال 2010 إليهما" . لا ننتظر مكافآت من جانبه، أكد السويدي أن استضافة الإمارات لهذا المونديال "تمت وفقاً لشروط الاتحاد الدولي التي أوفينا بها... لكن المهم هنا هو أنه عندما تنظم الإمارات حدثاً مهماً في أي مجال، لا بد أن يكون هذا التنظيم عظيماً ومميزاً وهذا ما فعلناه مع مونديال الشباب. نحن قمنا بما قمنا به ليس لأننا ننتظر مكافأة من أحد، ولا أعتقد أننا بالغنا في تقديم واجب الضيافة والترحاب بضيوف الإمارات... لكن الأمر لا يتجاوز عن أنه ينبع من إحساسنا بأننا نقوم بعمل قومي. لقد قمنا بواجباتنا باحترافية تامة، فبدا وكأننا نجامل وفي الحقيقة أننا قمنا بواجباتنا وبما تمليه علينا أهمية هذا الحدث الكبير فقط". وأضاف "والأكيد أن بعد نجاحنا في تنظيم هذا الحدث الكبير، بتنا نطمح في تنظيم ما هو أكبر منه على صعيد الرياضة العالمية. لكن الواقع يؤكد أنه لا تزال أمامنا طريق طويلة لا بد أن نقطعها بنجاح قبل أن نفكر في استضافة بطولة عالمية أكبر، لكن يبقى من حقنا دوماً أن يكون من بين أمنياتنا أن تصبح الإمارات واحدة من الدول القادرة على تنظيم بطولات عالمية من الحجم الكبير... بل ومن الحجم الكبير جداً جداً... جداً". أما الطاير، فأشار إلى أن بلاده تعاملت مع هذا الحدث "بفكر احترافي كامل، وقدمنا كل ما لدينا من خبرات في هذا المجال لإنجاح هذا العمل. كل من عمل معنا بذل جهداً كبيراً وملموساً، ما مكنا من تحقيق النجاح المنشود والمدموغ بشهادة الجميع... والمهم أننا أمضينا أوقاتاً رائعة في خدمة الوطن".