يعلن اليوم مؤسس التجمع حزب اليساري في مصر وزعيمه خالد محيي الدين اعتزال منصبه خلال اعمال المؤتمر العام الخامس. ويعتبر محيي الدين، الذي ساهم مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في تأسيس تنظيم "الضباط الأحرار" الذين قاموا بثورة تموز يوليو العام 1952 من الزعماء التاريخيين لحركة اليسار المصري. وهو أول رئيس حزب يتخلى عن منصبه بمبادرة منه منذ اعتماد التعددية العام 1976. وأوضح محيي الدين ل"الحياة" أنه لن يعتزل العمل السياسي، بل سيواصل نشاطه عضواً في البرلمان ورئيساً للهيئة الاستشارية في الحزب والتي سيشكلها المؤتمر. وعلم أن محيي الدين سيكلف، عقب إلقائه خطاباً في الجلسة الافتتاحية، تزكية ترشيح الامين العام للتجمع الدكتور رفعت السعيد رئيساً للحزب، إذ لم يتقدم أي مرشح لمنافسته. وتترقب الأوساط السياسية نتائج اعمال المؤتمر إذ غطت حدة المنافسات الانتخابية بين المرشحين إلى المناصب القيادية على المناقشة السياسية التي اشتهرت بها مؤتمرات "التجمع". واستبعد السعيد في تصريحات إلى "الحياة" حصول تغيرات في الخط السياسي للحزب في المرحلة المقبلة. وقال إن "نجاح تجربة التجمع في صهر اعضائه في بوتقة واحدة توفير رؤيةً مشتركة ومنهجاً راسخاً للتعاطي مع الملفات المختلفة". ويتنافس على منصب الأمين العام، الأمين العام المساعد للشؤون السياسية حسين عبدالرازق الذي يعتمد على نفوذه ودوره في التنسيق مع احزاب وقوى المعارضة، وعضو الامانة المركزية السيد عبدالعال الذي ينتمي إلى جيل الوسط، ويتبنى برنامجاًَ نقدياً لتضخم العمل المركزي على حساب العمل الجماهيري ويدعو الى إعادة الاعتبار للجان الحزبية وحريتها في اتخاذ القرار. وعُلم ان قيادة "التجمع" تتجه الى استصدار قرار من اللجنة المركزية زيادة عدد نواب رئيس الحزب الى ثلاثة لتجنب المنافسة بين المرشحين، وهم عضو البرلمان أبو العز الحريري وأمين العاصمة القاهرة الدكتور سمير فياض والنائب السابق رأفت سيف. ومن المقرر ان يدلي اعضاء المؤتمر العام ال800 بأصواتهم مساء اليوم لانتخاب أربعين عضواً في اللجنة المركزية بين مئة ومرشحين وذلك لاستكمال عدد أعضاء اللجنة البالغ 257 عضواً. وتجتمع اللجنة ظهر غد لانتخاب نواب رئيس الحزب والأمين العام وامناء اللجان المركزية وأعضاء المكتب السياسي التسعة. ويتنافس على عضوية المكتب 21 مرشحاً، في مقدمهم الدكتور جودة عبدالخالق والدكتور ابراهيم العيسوي والكاتبة فريدة النقاش ونائب رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" الدكتور فتحي عبدالفتاح.