استعادت الانتخابات الداخلية في حزب "التجمع" اليساري الدائرة حالياً العديد من كوادره التي هجرته في السنوات الماضية بسبب الخلافات السياسية حول "الرؤية الجديدة" التي اعتمدها الحزب منذ مطلع التسعينات. إذ تشير الدلائل إلى منافسات حادة تعكس رغبة "يساريين" في الحصول على مواقع متنفذة في دوائر القرار الحزبي لقيادة المرحلة المقبلة. وكانت ابواب لجنة تلقي الترشيحات للمناصب القيادية أغلقت أبوابها الاثنين وانفرد الأمين العام الدكتور رفعت السعيد بالترشح للرئاسة. وينتظر انعقاد المؤتمر العام في كانون الأول ديسمبر المقبل لتعميده للمنصب خلفاً لخالد محيي الدين مؤسس الحزب ورئيسه على مدار 27 عاماً. وبلغ عدد المترشحين لعضوية اللجنة المركزية مئة ومرشحين اثنين يتنافسون على أربعين مقعداً، فيما ترشح أربعة لمنصب نائب رئيس الحزب منهم ثلاث شخصيات بارزة في الوسط السياسي المصري وهم عضو البرلمان الحالي أبو العز الحريري وزميله النائب السابق رأفت سيف وعضو المكتب السياسي سمير فياض. وجميعهم مؤسسون في الحزب يتنافسون على مقعدين. ويواجه أمين الشؤون السياسية السيد حسين عبدالرازق المرشح لمنصب الأمين العام منافسة حادة مع عضو السكرتارية المركزية السيد عبدالعال المحسوب على "المعارضة الداخلية"، وسط توقعات بمفاجآت لصعوبة المنافسة بين الاثنين، وهي الظاهرة المتكررة في غالبية المواقع القيادية للحزب. وأقر الرئيس المرشح للحزب الدكتور السعيد بصعوبة المنافسة على المواقع القيادية معتبراً أنها "ظاهرة إيجابية". وقال ل"الحياة" ان "قراراً اتخذه مؤسسو الحزب وقيادته التاريخية بعدم التدخل في الانتخابات أو إعداد قوائم ومنح المؤتمر العام الفرصة لاختيار قادة الدورة الجديدة". وتوقع مراقبون تأثيرات سلبية لغياب خالد محيي الدين عن رئاسة الحزب بعد أكثر من ربع قرن لقيادته اليسار المصري.