أعلنت مصادر رسمية في الخرطوم أمس ان القاهرة تجري ترتيبات لعقد لقاء يجمع الرئيسين محمد حسني مبارك مع عمر البشير ووزيري داخليتيهما خلال الأيام المقبلة. كما تعتزم مصر دعوة القوى السياسية السودانية الى اجتماع يناقش إعمار الجنوب وتنميته وتعزيز الوحدة عقب إقرار اتفاق سلام نهائي. وأفاد مصدر حكومي ان القاهرة تعد للقاء يجمع البشير ومبارك مع وزيري داخلية البلدين. وأوضح بيان وزع على الصحف ان زيارة وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل لمصر، قبل أيام، بحثت في ضرورة جمع رئيسي الدولتين في الأيام المقبلة. وأضاف ان الحزب الوطني الحاكم في مصر يعتزم دعوة كل الأحزاب السياسية السودانية، عقب إقرار السلام النهائي بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، بهدف "التضامن والتوحد حول تنفيذ برامج للتنمية في الشمال والجنوب". الى ذلك، أجرى وزير الدولة للخارجية شول دينق أمس محادثات مع القائم بالأعمال الأميركي جيرالد غالوش والمسؤولة السياسية في السفارة غنستي أليمور تناولت الدور الأميركي في عملية السلام ورغبة واشنطن في تسريع العملية وتنشيط العمل في سفارتي الدولتين، والموقف الأميركي من دعم المانحين للإعمار والتنمية بعد وقف الحرب. وكانت واشنطن عززت سفارتها في الخرطوم أخيراً بعدد من الديبلوماسيين. ووعدت برفع تمثيلها الديبلوماسي الى درجة السفير عقب إقرار السلام. على صعيد آخر، اختتم مؤتمر "الاسلام والغرب في عالم متغير"، والذي عقد في الخرطوم بمشاركة علماء ومفكرين عرب ومسلمين، أعماله مساء أمس بتوصيات شملت مجالات العولمة ومحاربة الارهاب وأوضاع غير المسلمين في الدول الاسلامية والشورى والديموقراطية. وانتقد الدكتور جعفر شيخ ادريس في كلمة "نجاح الامبريالية الجديدة" في غزو العراق، وقال ان ذلك أدى الى "تقييد حرية الشعب الأميركي وصار كثيرون ممن كانوا معجبين بقيم الحرية والعدالة والديموقراطية يتشككون في صدق أميركا في الالتزام بها". وفي أسمرا، كشف القيادي في المعارضة السودانية الدكتور شريف حرير دعوة أوروبية للحكومة و"حركة تحرير السودان" للدخول في مفاوضات بجنيف العام المقبل تتناول الوضع الانساني. وأكد تمسك الحركة بشروط مسبقة للتفاوض مع الخرطوم في انجمينا. وأشار الى ان الرئيس التشادي ادريس دبي تقدم بدعوة لممثلي الأممالمتحدة وسفارات الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا ونيجيريا وافريقيا الوسطى للبحث في جولة المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي دارفور. وأوضح حرير الذي يتولى التنسيق مع المتمردين أن "الحركة متمسكة بثلاثة شروط مسبقة قبل المفاوضات مع الحكومة متعلقة بالاشراف الدولي مثل مراقبة وقف النار وبروتوكول حماية المدنيين وتجريد الميليشيات الموالية للخرطوم من الأسلحة". وعلم ان وفد الحركة توجه الى انجمينا برئاسة الأمين العام للحركة مني اركو مناوي، وأن مناوي لن يقود المفاوضات بل سيلتقي الرئيس دبي تلبية لدعوة من الرئيس التشادي. وفي ذات السياق أوضح حرير انه تلقى دعوة من الحوار الانساني الدولي بسويسرا لحضور مفاوضات تضم قيادات دارفور المؤيدة للعمل العسكري وقيادات "حركة تحرير السودان" والحكومة السودانية واتصلت لجنة الحوار الدولي الانساني بوزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان لدعوة الحكومة الى المفاوضات في جنيف في منتصف كانون الثاني يناير المقبل. ويرتبط الحوار بمنظمات العون الانساني التابعة للأمم المتحدة.