قال مسؤول نفطي عراقي بارز ان اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس قد يؤدي الى تراجع الهجمات التخريبية على خط انابيب النفط الشمالي في البلاد، وبالتالي سيعجل استئناف مبيعات خام كركوك. وتوقع محللون ان تتراجع اسعار النفط في بداية التعامل اليوم، لكنهم حذروا من ان اي هبوط في السوق سيتحول سريعاً الى ارتفاع اذا استمرت الهجمات التخريبية على خط الانابيب العراقي - التركي. وعززت انباء الاعتقال الاسهم المصرية وقفزت الأسهم في بورصة تل أبيب. قال رئيس "مؤسسة تسويق النفط العراقية" سومو شامخي فرج أمس ان اعتقال صدام حسين سيسهل على بغداد حماية خط انابيب النفط الشمالي من الهجمات التخريبية وبالتالي سيعزز امدادات النفط الى الاسواق العالمية. وتوقع متعاملون انخفاض اسعار النفط نحو 50 سنتاً عندما تفتح الاسواق ابوابها في طوكيو غداً، بناء على توقعات استئناف العراق قريباً صادراته النفطية من حقل كركوك العملاق للمرة الاولى منذ الغزو الاميركي في آذار مارس الماضي. وأضاف شامخي: "اذا كان صدام قد اعتقل نأمل ان نصبح اقدر على تأمين خط انابيب الشمال وسيتدفق مزيد من النفط الى السوق". وزاد: "بالطبع فإن انصاره سينخرطون في الصف العام، ما سيسهل حماية الشبكة من التخريب". ويعد خط انابيب النفط العراقي التركي المغلق منذ الغزو الاميركي للعراق في آذار الماضي حيوياً لزيادة الصادرات العراقية، ولكنه معطل بسبب التخريب المتكرر. وكان الخط ينقل 800 الف برميل يومياً من نفط حقل كركوك العملاق قبل الحرب. وحالت الهجمات المتكررة على خط انابيب الشمال الذي ينقل خام كركوك الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط من دون تعزيز صادرات النفط العراقية وبالتالي العائدات اللازمة لتمويل اعادة اعمار البلاد. ويصدر العراق الآن نحو 1.5 مليون برميل يومياً من خام البصرة الخفيف من مرفأ البصرة الجنوبي على الخليج. وقال توم جيمس من "طوكيو ميتسوبيشي انترناشونال": "اعتقال صدام أمر سلبي لأسعار النفط، ولكن السوق ستنتظر لترى إذا كانت الهجمات ستستمر بعد اعتقاله". وتكهن جيمس بأن يؤدي اعتقال صدام الى هبوط لا يقل عن 50 سنتاً في اسعار الخام الاميركي الخفيف "غرب تكساس". لكن المتعاملين حذروا من أن أي هبوط في السوق سيتحول سريعاً الى ارتفاع اذا استمرت الهجمات التخريبية على خط الانابيب العراقي - التركي. ولم يتمكن قطاع النفط العراقي من رفع الانتاج الى مستويات ما قبل الحرب عندما كان 2.8 مليون برميل يومياً، ما ساهم في ارتفاع اسعار الخام في الاسواق الدولية. وبلغ خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الثاني يناير في نهاية التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن يوم الجمعة الماضي الى 30.36 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 80 سنتاً على سعر الاقفال السابق. وقفز خام "غرب تكساس" تسليم الشهر نفسه الى 33.04 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.19 دولار على سعر الاقفال السابق. من ناحية ثانية أكد وزير النفط العراقي ابراهيم بحر العلوم أمس ان العراق سيستورد المشتقات النفطية من كل دول الجوار بما فيها سورية والاردن لحل ازمة الوقود المستشرية في البلاد منذ ايام. وقال الوزير في تصريحات للتلفزيون العراقي العراقية ان "العراق سيقوم باستيراد المشتقات النفطية من معظم دول الجوار لتلبية حاجات الشعب العراقي الذي يكفيه ما عانه خلال العقود الثلاثة الماضية". واضاف: "قبل اسبوع توقفت في الاردن وطلبت من المسؤولين ان يساعدونا من مخزونهم من مادة البنزين وباقي المشتقات وبالفعل دخلت بعض المشتقات" قبل ايام. وتابع: "سيدخل من ايران ايضاً بعض المشتقات من الغاز السائل والنفط الابيض، في محاولة منا لتقليل معاناة الشعب العراقي كما دخل عن طريق الكويت بعض الصهاريج". بورصتا القاهرة وتل أبيب قال متعاملون ان انباء اعتقال الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين عززت الاسهم المصرية أمس، خصوصاً اسهم شركة "اوراسكوم تليكوم" التي تملك ترخيصاً لانشاء شبكة للهاتف النقال في العراق. وارتفع مؤشر "هيرميس" القياسي 263.87 نقطة الى 11226.58 نقطة، بزيادة نسبتها 2.4 في المئة. وارتفع مؤشر التجاري الدولي الاوسع نطاقاً 0.26 نقطة، بزيادة نسبتها 0.3 في المئة ليصل الى 81.42 نقطة. وقال ياسر حسانين المتعامل في "دايناميك" للوساطة: "اسهم الشركات المرتبطة بالعراق ارتفعت وهذا ساعد في دفع السوق للصعود"، لكنه اضاف ان السوق كانت مرتفعة بالفعل قبل ورود اول انباء عن الاعتقال. وقفزت اسهم بورصة تل ابيب أمس وارتفع مؤشر "تل ابيب 25" للاسهم الممتازة بنسبة 3.1 في المئة الى 522.04 نقطة، في حين ارتفع مؤشر "تي أي 100" الاوسع نطاقاً 3.3 في المئة الى 494.28 نقطة، وارتفع مؤشر "تلتك 15" لاسهم التكنولوجيا بنسبة اربعة في المئة. وحققت اسهم الشركات المالية مكاسب كبيرة وشهدت البورصة معاملات كثيفة بلغت قيمتها 470 مليون شاقل 106 ملايين دولار.