اعتبر تقرير أعدته نخبة من مسؤولي اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية السابقين أن غياب الرئيس ياسر عرفات سيفتح الباب أمام سيطرة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس على زمام السلطة الفلسطينية وسيجعل من الصعوبة بمكان اجراء اي مفاوضات مع الفلسطينيين، وان حاولت اسرائيل ذلك فإن المفاوضات ستكون "عقيمة وغير ناجعة". واشار التقرير الذي نشرت صحيفة "معاريف" العبرية مقتطفات منه قبل عرضه على "مؤتمر هرتسيليا"، الى ان ثمة "احتمالاً كبيراً ان تصعد حماس الى السلطة بعد انصراف عرفات". وأعد التقرير عدد كبير من مسؤولين سابقين في اجهزة الاستخبارات الخارجية موساد والداخلية شاباك ووحدة الاستخبارات العسكرية أمان تحت رئاسة رئيس قسم الابحاث في هذه الوحدة سابقا العميد احتياط يعقوب عميدور، بالاضافة الى عدد من المسؤولين الحاليين في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية و"محافل فلسطينية" قالت الصحيفة انها طلبت عدم كشف هوياتها. وهاجم معدو التقرير المفهوم القائم في القيادة السياسية الاسرائيلية الحالية والذي يناور ب"انتظار بروز قيادة فلسطينية في عهد ما بعد عرفات من اجل ادارة المفاوضات". واشار التقرير الى ان إبعاد الرئيس الفلسطيني من شأنه ان "يعزز نفوذه. واذا مات موتاً طبيعياً او نزل عن المسرح لاسباب الشيخوخة او المرض فإن ذلك سيضعف السلطة وحركة فتح" التي يتزعمها. وتابع التقرير: "اذا لم تتسلم السلطة بعد الرئيس قيادة متمكنة فإن حماس ستكون الجهة السياسية الوحيدة التي ستكون لها سيطرة على المجتمع الفلسطيني". واضافالتقرير ان ذلك ممكن رغم ان التيار الاسلامي لا يمثل سوى ثلث المجتمع الفلسطيني، لأن غالبية المجتمع ترى في "حماس قوة فعّالة ونظيفة الى حد كبير من الفساد وتشكل بديلاً لفراغ السلطة في بعض المجالات". واعتبر التقرير ان الاغلاقات وحال الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على الاراضي الفلسطينية "عززت الخلايا الميدانية التي ينتمي اليها الجيل الشاب في حركة فتح واضعف قيادة الحرس القديم للحركة، لكن ليس لأحد من هذه القيادات الشابة سيطرة على المناطق الفلسطينية".