"معلهش يا علي... عصام اتفق مع مخرج آخر وعرفت لحظتها ان طريق الفن لا يمكن ان تنجح فيه إلا اذا بكيت من قلبك"، كانت هذه كلمات المخرج علي ادريس وهو يتذكر ما حدث عندما ذهب للقاء الفنان عادل امام ليتفق على اخراج فيلمه "التجربة الدنماركية" وفوجئ باعتذاره لأن المنتج اتفق مع مخرج آخر. وكانت تلك اول صدمة لإدريس الذي كان يتمنى ان يخرج فيلماً للنجم الكبير. ولكن بعد ايام عاود عادل امام الاتصال به مرة اخرى وأسند إليه اخراج الفيلم. ونجح ادريس في تقديم فيلم جيد حقق ايرادات كبيرة تزيد على 14 مليون جنيه. تخرّج علي ادريس في معهد السينما عام 1987 وعمل مساعداً للإخراج في 33 فيلماً ثم اخرج فيلمه الأول "اصحاب ولاّ بيزنس" عام 2000 وتوقف فترة لرفضه العمل من اجل المال او الشهرة. ثم عاد مرة اخرى مع عادل إمام وتجربته الدنماركية. "الحياة" التقت علي ادريس وكان هذا الحوار الذي هاجم فيه الكثيرين بمن فيهم بعض الأصدقاء. في البداية، ماذا عن المكسب والخسارة بعد فيلم "التجربة الدنماركية"؟ - المكاسب كثيرة جداً وتفوق ما تخيلته بداية من اخراج فيلم للنجم عادل إمام. هذا النجاح لم يكن في بالي إطلاقاً. كل ما في الأمر انه كان عندي احلام في صناعة فيلم يكون افضل ما شاهد الجمهور، ولكنها لم تتحقق. لماذا؟ - الإنتاج ووقت العرض المعد مسبقاً. لذلك كان صعباً جداً ان احقق كل ما اريده مثل تنفيذ مشاهد بالغرافيك. خذلوني بصراحة علمت ان هناك اشياء اخرى احزنتك في الفيلم؟ - يصمت فترة عندما تجد ان الصورة ليست كما كنت تريد مثلاً، ما الذي يسعدك في ذلك؟ وكذلك المونتاج لا يرضيني وأنا لم اشرف على تحضير الموسيقى. فوجئت بكل هذا منجزاً عند عودتي من السفر. فأحسست بأن المونتاج والموسيقى والتصوير ضاعت في الفيلم. وأعرف انهم كانوا يستطيعون ان يقدموا افضل مما قدموه ولكنهم عملوا مثل اي موظف عادي ولم يبدعوا. إنهم اصدقائي ولكن حتى الآن "زعلان" منهم لأنني كنت أتوقع ان يقدموا افضل مما قدموه في "اصحاب ولا بيزنس". ولكنهم خذلوني. هل اعادك الفيلم الى الصورة مرة اخرى؟ - بالتأكيد، وبقوة وما عرض علي من اعمال اكثر مما عرض بعد "اصحاب ولا بيزنس"، ولكنني رفضتها، وآخرها فيلم لسوبر ستار: والسبب هو انني مخرج العمل والمفروض ان اعمل ما اريد، ليس النجم هو المخرج، لذلك لم نتفق من اول جلسة. وبصراحة عرفت الفرق بين عادل إمام والنجوم الآن. فمعظمهم - الجدد - يحتاج الى علاج نفسي من النجومية. عادل امام على رغم ان تاريخه الطويل والناجح مع الفن يشفع له لو طلب اي شيء إلا انه لا يسعى لفرض رأيه من دون اقناع ويعرف قدر من يعملون معه إنه دائماً يقول: انا ممثل فقط ولست مخرجاً أو مؤلفاً. للأسف بعض النجوم الآن يريدك كاسم فقط ليضعه على الأفيش ويفعل هو ما يشاء وهذا غير مقبول على الإطلاق. لو كنت اريد اي شغل كنت اخرجت ثمانية افلام خلال الثلاث سنوات الماضية على الأقل لكن لدي وجهة نظر وأسلوبي في العمل ولا يغريني رنين المال، وأقول دائماً للدنيا "اغري غيري" وهو قول للإمام علي بن ابي طالب وأنا قانع بما قدمته في الفيلمين "اصحاب ولا بيزنس" و"التجربة الدنماركية" ونجاحهما، والآخير ربما لا يكون افضل افلام عادل إمام ولكنه خلق علاقة جديدة بينه وبين الجمهور. دور اسرة النجمة وكيف وجدت بقية ابطال العمل ومعظمهم وجوه جديدة؟ - نيكول سابا ممثلة جيدة ولا ننسى ان هذا اول عمل لها وأشكرها على ادائها ونفذت ما طُلب منها ولو كانت ممثلة اخرى مكانها لكانت اعترضت لأن معظمهن الآن لا قبلات ولا مشاهد ساخنة اليوم تتحدث الممثلة عن اسرتها وتخلط الأمور العائلية مع التمثيل، إذاً لماذا تمثلين؟ وكذلك الأولاد كانوا مطيعين ومنضبطين والانضباط صفة لكل من يعمل مع عادل إمام وأنا شخصياً اصبحت احافظ على مواعيدي بعد العمل معه. هل قابلتك مواقف صعبة اثناء التصوير؟ - العمل مع عادل إمام كله صعب فهو يأتي "مذاكراً كويس ويعمل بروفاته حتى لو بمشهد في نصف دقيقة" لذلك يجب ان تكون منتبهاً ومذاكراً انت ايضاً. وأكثر شيء يضايقه لو طلبت تصوير مشهد غير متفق عليه. وبصراحة كان العمل معه اصعب اختبار في حياتي لكنني اعتبر نفسي نجحت مع عادل امام بنسبة مئة في المئة. عملت فيلماً ناجحاً وحقق ايرادات كبيرة. ماذا تقول عن افلام هذا الموسم؟ - تظل السينما من دون تميز ولم يبهرني اي فيلم لأننا في مناخ سائد بموضوع معين والإنتاج ما زال يسعى ويصر على الأفلام الكوميدية الى حد التقديس، مع ان الناس عندهم استعداد لاستقبال الأفلام كافة من رومانسي و"أكشن" وتاريخي و"كوميدي" لا يوجد فيلم ليس له جمهور. وبعد تجارب عاطف الطيب ومحمد خان وداود عبدالسيد ورضوان الكاشف وأيضاً شريف عرفة وسعيد حامد في تجاربهم الأولى نجد انهم عملوا طفرة في عناصر الفيلم: الموسيقى والتصوير والموضوع وقدموا اعمالاً عالية جداً، الآن نحن اقل منهم بكثير لأن المطلوب منا ان نعمل افلاماً بهذا الشكل. ديجيتال بدأت في الفترة الأخيرة تجارب اخراج للسينما بالديجيتال ما رأيك؟ - تجربة عظيمة لأن إمكانات "الديجيتال" تجعلك تحقق المستحيل عمله على شريط السينما، مثلاً انا عملت 4 دقائق غرافيك في فيلم "التجربة الدنماركية" تكلفت مئة ألف جنيه لو عملتها ديجيتال لكان الوقت المطلوب والتكاليف اقل بكثير. هل شاهدت تجارب مخرجي السينما في التلفزيون هذا العام؟ - شاهدت بعضها وأعتبرها تجارب جيدة ومفيدة، فهم مخرجون مهمون في السينما: نادر جلال ومحمد خان وغيرهما والمخرج يسعد بالعمل في اي مكان لو قلّت الفرص في السينما وجاءت في التلفزيون ما المانع ان اعملها؟ ماذا اعجبك في مسلسلات رمضان؟ - "الليل وآخره". المخرجة رباب حسين اخرجته بطريقة غير تقليدية ويحيى الفخراني "عبقري". أعجبني ايضاً أداء نور الشريف في "رجل الأقدار". ما هو الموضوع الذي تتمنى انجاز فيلم عنه؟ - هناك معركة عسكرية اسمها "رأس العش" قرأت عنها وأنا في معهد السينما، وهي ملحمة بطولية للجنود المصريين. وحدثت هذه المعركة يوم 30 حزيران يونيو 1967 بعد النكسة وأبطالها مجموعة ضباط وجنود اتذكر انهم 17 لم يتبق منهم سوى واحد فقط بعدما صدوا هجوم العدو في معركة استمرت 10 ساعات من 10 مساء حتى 8 صباحاً. إنني اتمنى ان اجسد هذه الملحمة البطولية التي توضح روح الصمود والدفاع عن الوطن مهما كان الثمن حتى يشاهدها الشباب الصغير. هؤلاء يعجبونني مَنْ من المخرجين في مصر والعالم الذين تحب مشاهدة اعمالهم؟ - انا اعشق الأفلام الكلاسيكية وأفلام ايليا كازان، ويعجبني جداً المخرج السوري عبداللطيف عبدالحميد، وفي مصر احب سينما توفيق صالح وكمال الشيخ وعاطف سالم الذي اتمنى ان اعمل مثله، فهذا الرجل قدم ثلاثة افلام مختلفة خلال ثلاث سنوات "احنا التلامذة" و"صراع في النيل" و"أم العروسة" في ثلاث تجارب مختلفة. ما جديدك الفني؟ - فيلم "كلام في الحب" من تأليف زينب عزيز، وهو مشروع قديم كنت اتمنى عمله يضحك يجب ان أعمله خصوصاً بعد زواجي من زينب، والفيلم من بطولة يسرا وحنان ترك وهشام سليم، وتدور معظم احداثه داخل مطعم، ونتعرف الى بعض النماذج التي تتردد إلى هذا المكان، ونكتشف ان معظم متاعبهم وراءها الحب. وسنبدأ التصوير الشهر المقبل.