انتقد "الحزب الديموقراطي"، أكبر أحزاب المعارضة السياسية اليابانية، رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي بشدة لاعلانه الالتزام رسمياً بإرسال قوات مسلحة الى العراق، ووصف هذه الخطوة بأنها انتهاك للدستور السلمي لليابان، محذراً من انها قد تؤدي الى انهيار المستقبل السياسي لرئيس الوزراء. وأعرب تسورونو ماروتي، أحد قياديي "الحزب الديموقراطي" عن القلق من احتمالات تعرض الوحدات اليابانية التي سترسل الى العراق لاعتداءات من جانب من وصفهم ب"أنصار الرئيس السابق صدام حسين". وحذر من تعرص اليابان لمحاولة اعتداء ليس فقط على قواتها في العراق وانما أيضا في طوكيو ذاتها كما هدد تنظيم "القاعدة" سابقاً. الى ذلك، اعلن المركز الياباني الدولي للمتطوعين معارضته خطة الحكومة إرسال قوات مسلحة الى العراق. وأصدر المركز، الذي يقدم مساعدات انسانية في العراق، بياناً لفت فيه الى "انه طالما أيدت اليابان الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق فإن قوات الدفاع اليابانية التي سيتم ارسالها لن تكون محايدة". وحذر الحكومة من ان "ارسال القوات سيقوض حياد نشاطات المساعدات الانسانية المقدمة الى العراقيين". وحذر رئيس وزراء الماليزي عبدالله بدوي اليابان من الاخطار التي تواجهها بإرسال قوات مسلحة الى العراق. وقال بدوي في تصريحات للصحافيين أمس قبيل توجهه الى طوكيو لحضور مؤتمر قمة "رابطة آسيان": "انكم ذاهبون اليابانيون الى موقف لا تعرفون ما سيحدث فيه. فالموقف هناك في هذه اللحظة لا يمكن التنبؤ به. والمعارضة للاحتلال الاميركي قوية جداً. ومن المؤسف أن الانتصار قد تم في الحرب ولكن ليس بالنسبة الى السلام". وأضاف أنه "لو كانت الاممالمتحدة موجودة في العراق ربما كان الموقف مختلفاً". في غضون ذلك قررت الحكومة اليابانية ايفاد مبعوثين على مستوى عال الى الاممالمتحدة وبعض الدول لشرح خطتها الخاصة بإرسال قوات مسلحة الى العراق. وسيتوجه ريوتارو هاشيموتو رئيس الوزراء السابق الى بريطانيا وفرنسا والمانيا، وسيزور تارو ناكاياما وزير الخارجية السابق الاممالمتحدة، فيما سيتوجه ماساهيكو كوكورا وزير الخارجية الاسبق الى مصر والسعودية، وايشيرو ايساوا، وهو احد كبار النواب الحاليين لوزير الخارجية، سيزور الكويت وسورية والاردن. ويأتي هذا التحرك في اطار سعي اليابان لإبراز ان ارسال قوات الى العراق يتم استجابة لنداء الاممالمتحدة بالمساعدة في إعمار العراق والمشاركة في عملية إعادة تأهيله من جهة، ولنفي صفة مشاركة القوات اليابانية القوات الاميركية والبريطانية في احتلالها لهذا البلد من جهة ثانية.