لا تزال مشكلة السعر المنخفض للدولار الاميركي وتأثيراته في سعر نفط منظمة "اوبك" تثير جدلاً خفياً بين اصحاب القرار السياسي والاقتصادي في الدول النفطية. ومع ان المنظمة لم تُعلن رسمياً تشكيل لجنة للبحث في استبدال تسعير الخام من الدولار الى سلة عملات اعلن الامين العام الفارو سيلفا، الذي تنتهي فترة ولايته آخر الشهر الجاري ان "اوبك قد تدرس الاتجار في النفط باليورو او سلة عملات غير الدولار بسبب المخاوف من تراجع قيمة العملة الاميركية". وقال سيلفا ل"وكالة الانباء الفنزويلية الرسمية" فنبرس في اتصال من فيينا: "يتردد حديث عن الاتجار في الخام باليورو وهو احد البدائل اما ذلك او سلة من العملات ومن المحتمل ان تناقش المنظمة الامر وتتخذ قراراً في وقت معين". ولم يُشر سيلفا الى ما تردد عن تكليف مجموعة خبراء لدرس الامر بصورة غير رسمية كما تردد بعد انتهاء الاجتماع الوزاري الاخير الاربعاء الماضي. كما لم يتحدث عن اي موقف مؤيد لدرس الامر علانية. وتملك "اوبك"، والدول المنتجة في الخليج التي تربط عملاتها بالدولار، بعض الخيارات القليلة في التعامل مع الامر منها محاولة تعديل متوسط سعر نفوطها الى اكثر من النطاق الحالي بين 22 و28 دولاراً للبرميل مع ان الاسعار بقيت في الآونة الاخيرة عند الطرف الاعلى للنطاق او فوقه. وبلغ متوسط سعر "سلة اوبك" الجمعة 28.96 دولار وارتفع الاثنين الى 29.47 دولار للبرميل. وفي اجتماع الاسبوع الماضي قال بعض الوزراء ان اسعار النفط المرتفعة عادلة "لان تراجع قيمة الدولار قلص القوة الشرائية للمنظمة لسلع من مناطق مثل منطقة اليورو". واوضحت السعودية، اكبر مصدر للنفط في العالم، انها تريد سعراً أعلى للنفط للتعويض عن القيمة الشرائية المفقودة من جراء تراجع سعر الدولار لكنها لم تصل الى حد المطالبة بتسعير الخام بسلة عملات. وتراجع الدولار امس الى مستويات قياسية مقابل اليورو لليوم الثامن على التوالي والى ادنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل الين بسبب المخاوف من قدرة الولاياتالمتحدة على تمويل العجز في ميزان معاملاتها الجارية. وقال سيلفا: "ان اوبك لا تزال تأمل بابقاء اسعار النفط في نطاقها المفضل بين 22 و28 دولاراً في الربع الاول من السنة وان النطاق واسع بدرجة كافية لاستيعاب تقلبات الاسعار الموقتة وغيرها من الطوارئ". وشدد على ان "النطاق ليس محفوراً في الحجر واذا اتخذ قرار بتغيير مستوياته سيتم تغييرها بسبب الظروف الخاصة بالعملات". وكان وزير النفط الفنزويلي رفائيل راميريز قال الاثنين انه "لا داعي الى ان تعدل اوبك السعر المستهدف على رغم هبوط قيمة الدولار". وتراجع النفط امس بنسبة طفيفة من مستوى قارب الثلاثين دولاراً مساء الاثنين. وعند الثالثة بعد ظهر امس بتوقيت غرينيتش سجل النفط في عقود كانون الثاني يناير التي جرت في بورصة النفط الدولية مستوى 29.69 دولار منخفضاً من 29.90 دولار للبرميل عند الفتح ومن 29.98 دولار اقفال اول من امس. الدولار يهوي ويخسر 9 سنتات في شهر وانخفض الدولار امس الى مستوى قياسي جديد مقابل اليورو مع مراهنة مستثمرين على ان اجتماع البنك المركزي امس لن يساعد كثيراً في وقف الاتجاه النزولي للدولار. وقللت اسعار الفائدة المنخفضة جداً في الولاياتالمتحدة واحد في المئة من جاذبية الودائع بالدولار ما شجع على هروب رأس المال من الولاياتالمتحدة في الوقت الذي تحتاج البلاد لاجتذاب اموال من الخارج لتمويل العجز المتنامي في ميزان المعاملات الجارية. وواصل الدولار خسائره ليهوي الى 1.2276 دولار لليورو في التعاملات الاوروبية وتصل بذلك خسائره الى تسعة سنتات في اكثر من شهر بقليل. كما بلغت العملة الاميركية ادنى مستوى في سبعة اعوام مقابل الفرنك السويسري واقل مستوى امام الاسترليني منذ عام 1992 اثر يوم "الاربعاء الاسود" الذي شهد خروج العملة البريطانية من الية اسعار الصرف الاوروبية. كما تراجع الدولار دون 107.15 ين ليقترب من ادنى مستوى في ثلاثة اعوام الذي سجله اول من امس. واثار تراجع الدولار من جديد تساؤلات في شأن المدى الذي يمكن ان تهوى اليه العملة قبل ان يبدأ السياسيون والاقتصاديون في استعراض عضلاتهم. وفي حديث مع "رويترز" اول من امس رفض وزير الخزانة الاميركي جون سنو التكهن في شأن امكان التدخل لدعم الدولار وقال: "ان حض خطى النمو هو السبيل لمساعدة الاقتصاد الدولي". وكرر مساندته لدولار قوي وهي مقولة لم يعد لها تأثير يذكر في الاسواق. الذهب وانعكس الدولار الضعيف ايجاباً على اسعار الذهب وارتفع سعر الاونصة في سوق لندن الى 408.25 دولار من 406.15 دولار مساء اول من امس. وكان السعر عند الاقفال في نيويورك بين 406.75 و407.5 دولار للاونصة.