حسم رئيس دولة الامارات حاكم امارة أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الجدل على الشخصية القوية التي ستلعب في المستقبل دوراً مهماً في إدارة شؤون امارة أبوظبي، وبالتالي في دولة الامارات. اذ أصدر الشيخ زايد مساء أمس مرسوماً أميرياً بتعيين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائباً لولي العهد ويتولى منصب ولي العهد عند خلوه. ويكرس هذا المرسوم الذي جاء مفاجئاً في توقيته الشيخ محمد بن زايد 43 عاماً، الذي يشغل منصب رئاسة الأركان في القوات المسلحة، الرجل الثالث في الامارة بعد الشيخ زايد ونجله الأكبر ولي عهد أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وقالت مصادر مطلعة ان الفريق الركن الطيار الشيخ محمد بن زايد سيحتفظ بمنصبه رئيساً للأركان الذي يشغله منذ بداية التسعينات الى جانب منصبه الجديد. والشيخ محمد هو ثالث أنجال الشيخ زايد بعد الشيخ خليفة والشيخ سلطان نائب رئيس مجلس الوزراء في دولة الامارات. وقد شكل الشيخ محمد في السنوات الأخيرة شخصية محورية وأساسية ولعب دوراً مهماً في السياستين الداخلية والخارجية للدولة، وهو يتمتع بعلاقات قوية مع الفاعليات السياسية المحلية والخليجية والعربية والعالمية. وتربطه صداقات وعلاقات مباشرة مع عدد من القادة. ويحسم المرسوم الذي أصدره الشيخ زايد الكثير من التكهنات بشأن شخصية ولي العهد بعد الشيخ خليفة الذي يشغل هذا المنصب منذ نحو 30 عاماً ويحظى باحترام وثقل كبيرين في الأوساط المحلية والعالمية. وهو يضطلع بدور أساسي في تسيير شؤون أبوظبي من خلال ديوانه الذي يرأسه نجله الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، ورئاسته للمجلس التنفيذي لحكومة أبوظبي. ويلفت المراقبون الى أن المرسوم الذي أصدره الشيخ زايد أمس يدفع بنجله الشيخ محمد الى واجهة العمل السياسي في الامارات بشكل فوري، اذ نص المرسوم على العمل به من تاريخ صدوره أمس. وجاء هذا المرسوم بعد أقل من شهرين على مرسوم اتحادي آخر أصدره الشيخ زايد بتعيين نجله الشيخ حمدان وهو الرابع في الترتيب بين أنجال رئيس الدولة، نائباً لرئيس مجلس الوزراء الى جانب منصبه وزيراً للدولة للشؤون الخارجية في الحكومة الاتحادية. ويعتبر مراقبون هذين المرسومين خطوتين مهمتين في تحديد ملامح الحياة السياسية في امارة أبوظبي ودولة الامارات واللاعبين الأساسيين فيها. ويتوقعون خطوات مماثلة تسهم بشكل أوسع في ترتيب البيت السياسي في امارة أبوظبي وفي دولة الامارات عموماً.