جاء شهر رمضان، شهر الرحمة والتكافل، الأمن والأمان، وتفاءلنا خيراً ولا سيما انه شهر رمضان الأول بعد 12 عاماً من الحصار على العراق، لكن يا للأسى وخيبة الأمل، لقد أبى بعضهم إلاَّ ان يفطر الصائمون بعشرات الجثث وتروى الأرض العطشى بدماء الأبرياء. أي مقاومة هذه التي تستهدف الأحياء، ومقار الصليب الأحمر، والأمم المتحدة؟ أي مقاومة هذه التي تراق فيها دماء الأبرياء أنهاراً؟ أهكذا تكون تهنئتهم بالشهر الفضيل؟ بأشلاء ودماء وأصوات متعالية لسيارات الاسعاف؟ بغيوم سود وأرض حمراء مشبعة بالدماء؟ وخوف وقلق وانعدام تام للشعور بالأمان؟ أهذا ما يرغبون في سماعه في ليالي رمضان، أصوات وصراخ احتضار وانفجارات وطلقات رصاص؟ ومن المسؤول عن هذا؟ من فكر في خطة الاحتلال، وأعد لها، ونسي ان يفكر في ما بعدها؟ من يعجز عن اعطاء وقت محدد لمغادرة قوات الاحتلال بغداد؟ ومن يعجز عن فرض الأمن؟ أم من أشاع الفوضى في العراق، وأتاح السلاح لكل يد حتى بات اكثر انتشاراً من قطرات المطر في أرض موحلة بعد يوم شتوي ماطر؟ من ولد كرهاً أعمى غير مميز؟ أو فتح حدوداً لا تفرق بين عدو وصديق؟ بين سفاح ومسعف؟ حدوداً باتت مفتوحة للجميع من دون قيد أو شرط؟ من المسؤول عن هؤلاء؟ أم هم جميعاً مسؤولون، يضاف اليهم اعلام مضلل، وصمت عربي ودولي قاتل، وعجز شعبي؟ البحرين - أماني عبدالله [email protected]