تحت شعار "من أجل أغنية سورية تغني التراث العربي" أعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية عن بدء استلام اغاني الراغبين بالمشاركة في مسابقة مهرجان الأغنية التاسع. واتبعت ذلك بسلسلة من "الشروط" جاءت أشبه بشروط معاملة عقارية وتحمل في مدلولاتها تعقيداً لا يخدم بأي شكل الشعار العريض الذي تعقد تحت رايته دورة المهرجان المقبلة، والتي ستضيف بأحسن الحالات رقماً جديداً لجهة سنوات مهرجان نجح بامتياز في تفريخ "مطربين" لم يستطيعوا حتى المحافظة على مقاعدهم الخلفية المحلية حتى لأنشط كثيراً وننظر الى موقعهم على ساحة الغناء العربية. ان التدقيق في الشروط يذكرنا ب"معاملة" الجرار على رأي مسرحية "غربة" إذ يترتب على من يود المشاركة أن يلوب في متاهات وهو غير متأكد أصلاً من أن رزمة أوراقه هذه ستقبل وتقرأ وتتم دعوته بعد كل هذا العذاب. يقول "لبيب" وهو أحد الذين جربوا حظهم على مدار ثلاث سنوات ان هذه الطلبات أشبه بشروط تعجيزية الهدف منها حصر المشاركة بأضيق دائرة ممكنة أو محاولة للتطفيش واستبعاد المشاركة وفتح الأبواب الملتوية، لافتاً في هذا المجال الى انه لم يتسن له مقابلة أي من المسؤولين عن المهرجان في دوراته السابقة لمعرفة المعايير التي يتم على أساسها القبول أو الرفض طالما أن الأوراق المطلوبة كاملة. ولما كان المهرجان يطمح الى إغناء التراث العربي وتقديم اغنية سورية متميزة، أليس حرياً بالقائمين عليه ان يضعوا شروطاً موضوعية سهلة تتيح لأكبر عدد المشاركة، لأن ذلك من حقهم أولاً وللجان الفاحصة حرية القبول ولكن بعد النظر الى جميع الطلبات من زاوية الأفضل والأميز وإقفال أبواب التأويلات والمحسوبيات والامتدادات الفنية الأسروية..!؟ إن تجربة "سوبر ستار" ما زالت قريبة جداً وما خرج به في دورته الأولى يستحق التأمل والإعجاب لجهة اللجنة الفاحصة، وأعداد المتقدمين من جميع الدول العربية والشروط المعلنة للمشاركة. ولا شك ان الجميع يتذكر ان المشاركة كانت من خلال الاتصال التلفوني أو عبر الانترنت وبعبارة أخرى عبر وسائل حضارية شفافة. فهذه مسابقة فنية وليست مزايدة علنية في ختامها يتوج الفائزون...؟ فإذا كان الهدف إغناء التراث العربي من خلال دولة واحدة يتطلب كل هذه الأوراق الثبوتية فكيف لو كان الهدف قومياً أو على مستوى "سوبر ستار"...؟ فكم كاتب عدل كان سيشارك...؟ لا نريد الغوص في الحديث عن المهرجان فهذا سابق لأوانه وهنالك الكثير من المهتمين والنقاد تناولوا هذا الموضوع وآخرون سيكتبون لاحقاً. لكننا أردنا الإشارة فقط الى الشروط المعلنة وفي ذاكرتنا ما قالته رويدا عطية للفنان صباح فخري في احدى حلقات "سوبر ستار" من أن أحداً لم ينتبه الى صوتها في المهرجان وكان الفنان فخري مديراً له. فماذا سيقول له الكثيرون الذين لم يتمكنوا من الوصول الى اللجان الفاحصة او الذين لم يستطيعوا بعد الحديث عما يدور في كواليس المهرجان...؟ هي مجرد أسئلة ليست بريئة والإجابة عنها متروكة لما سيخرج به المهرجان من روافد للغناء العربي تنسينا ما صدرته الدورات السابقة.