زجّت الرئيسة السريلانكية شاندريكا كوماراتونغا بلادها في أزمة سياسية، بعدما أقدمت أمس على طرد وزراء الإعلام والدفاع والداخلية وتعليق البرلمان لفترة أسبوعين، غداة خلافها مع رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه على طريقة إدارة عملية السلام مع متمردي "نمور التاميل". وأعلنت كوماراتونغا تعليق عمل البرلمان إلى 19 من الشهر الجاري، وذلك في رسالة إلى رئيسه جوزف مايكل بيريرا، ما يمنع عملياً مناقشة الموازنة المقررة في 12 منه. وسيطرت مجموعات من الجيش السريلانكي على مباني وزارات الإعلام والدفاع والداخلية إثر إعلان الرئيسة كوماراتونغا طرد الوزراء وتعليق عمل البرلمان. وتعتبر خطوة الرئيسة كوماراتونغا بمثابة الضربة القاضية لحكومة التعايش التي تجمع بين الحزبين الرئيسيين في البلاد. وأصدر المكتب الرئاسي بياناً قال فيه إن طرد الوزراء جاء بعد "درس متأنٍ" من أجل منع تدهور الحال الأمنية في البلاد. وكانت الرئيسة كوماراتونغا اتهمت رئيس الوزراء بالرضوخ لمطالب "نمور التاميل" الانفصاليين من دون الإصرار على نزع سلاحهم أولاً. وسبق أن أعلن التاميل الذين يشنون حرباً منذ 20 عاماً ضد الحكومة المركزية، خطتهم المقترحة لإنهاء النزاع القائم والتي تشمل إقامة حكم ذاتي في شمال شرقي البلاد حيث تقطن غالبية السكان التاميل 3.2 مليون نسمة في الجزيرة. وأكد جيروكا بيروسينغي الناطق باسم كوماراتونغا طرد وزراء الداخلية جون أماراتونغا والدفاع تيلاك مارابون والإعلام إمتياز بكير ماركار الذي أسهم في إحياء عملية السلام الهشة في البلاد. واعتبر غناداسا بيريس مدير المكتب الإعلامي للرئيسة أن "هؤلاء الوزراء جميعاً أقل شأناً من الرئيسة وسيبقون كذلك". وكانت الرئيسة السريلانكية اتهمت وزير الداخلية بمضايقة أنصارها، كما اعتبرت أن وزير الإعلام لا يغطي أخبارها بشكل كاف في وسائل الإعلام الرسمية. ولا يزال يحتفظ الوزراء الثلاثة بوزارات من دون حقائب. يذكر أن الرئيسة السريلانكية تملك صلاحيات واسعة تخوّلها حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة في البلاد. وسبق أن تعرض حزب الحرية السريلانكي الذي تتزعمه الرئيسة لانتكاسة في الانتخابات البرلمانية الماضية غداة خسارته بغالبية ضئيلة مقعدين أمام حزب الجبهة الوطنية المتحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء. وتزامنت خطوات الرئيسة كوماراتونغا مع وجود رئيس الوزراء في واشنطن حيث يلتقي اليوم الأربعاء الرئيس جورج بوش. وأصدر ويكريميسينغه بياناً من واشنطن دعا فيه إلى الهدوء، متهماً الرئيسة كوماراتونغا بافتعال "أزمة وطنية". وقال البيان: "أعاهد الشعب أن حكومتكم لن تسمح لهذه المحاولة اليائسة وغير المسؤولة بالحط من شأن نجاح عملية السلام والرخاء الاقتصادي . وأضاف: "لذا أطالبكم جميعاً، الشعب والقوات المسلحة والشرطة والقطاع العام، بالحفاظ على الهدوء والحذر في وجه هذه المحاولة الهادفة إلى تهديد العملية السلمية والتي سنتغلب عليها معاً". وفي رد فعلهم على التطورات، قال موقع "تاميل نت" الموالي لمتمردي جبهة تحرير نمور تاميل ايلام في سريلانكا ان آفاق السلام تقلصت امس. وأضاف التقرير ان قيادة الجبهة ما زالت تدرس التطورات، لكن مستقبل الهدنة المستمرة منذ 20 شهراً والتي توسطت فيها النروج، اصبح غير مؤكد بعدما تولت كوماراتونغا بنفسها وزارة الداخلية.