سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس الحكم العراقي يخاطر بالانزلاق الى ممارسات صدام ضد الاعلام . البيت الأبيض ينأى بنفسه عن قرار اغلاق "العربية" ورامسفيلد لديه أدلة على تعاونها و"الجزيرة" مع المقاومة
يواجه مجلس الحكم العراقي، الذي عينته الولاياتالمتحدة بعد اغلاقه قناة "العربية"، مخاطر الانزلاق الى ممارسات نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وفيما حاول البيت الأبيض ان ينأى بنفسه عن قرار المجلس، أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد انه يملك أدلة على تعاون هذه القناة و"الجزيرة" مع المقاومة العراقية. وأغارت الشرطة العراقية على مكاتب "العربية" وأغلقتها الاثنين الماضي بعد فترة وجيزة من إعلان مجلس الحكم انه سيتخذ اجراء قانونياً ضدها لتحريضها على العنف بعدما بثت شريطاًمسجلاً منسوباً الى صدام. وقوبلت الغارة على "العربية" وهي القناة التي قال رامسفيلد الاسبوع الماضي انها "مناهضة بشدة للتحالف" باتهامات من منظمات اعلامية اخرى واتحادات الصحافيين بأن حرية التعبير تقمع، فيما وعدت واشنطن باحترامها. وقال مسؤول من قناة "الجزيرة" المنافسة والتي تعرضت من قبل لانتقادات اميركية: "هذا ينعكس بشكل سلبي على مجلس الحكم والإدارة الاميركية في العراق لأن اغلاق القناة في نهاية الأمر يتحدى المبادئ التي تزعم اميركا انها تدافع عنها وتريد نقلها الى العراق". وأضاف: "الأشرطة اخبارية، وهي جزء من اللغز الذي يجب ان يعرف به الناس ويتعين على وسائل الاعلام عرضها". ورد رامسفيلد بالإيجاب على أسئلة صحافيين في واشنطن عما اذا كان الجيش الاميركي في العراق قد جمع "أدلة دامغة" تظهر ان "الجزيرة" أو "العربية" أو كلاهما معاً تتعاونان مع المقاومة. واضاف: "رأيت مقتطفات من المعلومات على مدى فترة زمنية يتعين تحليلها بشكل منظم ومسؤول. ولست في وضع يسمح لي بتقديم حكم نهائي كما اشرت من قبل". وتابع: "قلت وكان ذلك دقيقاً ان هاتين القناتين وجدتا نفسيهما من حين الى آخر على مقربة من أشياء تحدث ضد قوات التحالف قبل وقوع الحدث أو أثنائه. هناك أحداث كثيرة تقع، وهناك عدد محدود نسبياً من العاملين فيهما القناتين، فكيف يحصل ذلك؟ هذا ما سيظهر مع الوقت". وأعلن الاتحاد الدولي للصحافيين ان "حظر مجلس الحكم العراقي قناة "العربية" يخدم مصالح أعداء الديموقراطية بفرض نوع الرقابة الذي كان يميز نظام صدام حسين". وقال ايدان وايت الأمين العام للاتحاد ان "مثل هذه الأمور ستثير المزيد من الاشاعات والتكهنات وعدم اليقين داخل مجتمع تساوره المخاوف من المستقبل". وجاء اغلاق مكاتب "العربية" في اعقاب فرض عقوبات سابقة عليها وعلى "الجزيرة" اللتين بثتا رسائل منسوبة الى صدام بمقتضى مرسوم من مجلس الحكم يحظر التحريض على العنف. واداعت وسائل اعلام غربية هذه الرسائل واشرطة منسوبة صوتاً وصورة الى اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة". ولكن لم يتخذ أي اجراء ضدها، ما اثار اتهامات بالتمييز ضد القنوات العربية التي تتهمها واشنطن بالانحياز الى صدام. وقال جوناثان بيكر المحرر في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي: "أذعنا هذه المواد باعتبارها أشرطة منسوبة الى صدام كما فعلنا مع اشرطة بن لادن". ويعتمد كثير من العراقيين "الجزيرة" و"العربية" مصدراً للاخبار. وقال سالم عبدالوهاب 55 عاماً وهو حارس وسط بغداد: "نالتا ما تستحقانه. ما كان يجب ان تبثا هذه المواد". ورفض البيت الأبيض ليل الثلثاء - الاربعاء التعليق على قرار مجلس الحكم، وقالت كلير بوكنان الناطقة باسم الرئيس جورج بوش الذي يزور لاس فيغاس "لن أعلق على ما فعله مجلس الحكم الانتقالي في العراق". واضافت ان بوش يؤمن بأهمية حرية الصحافة لديموقراطية سليمة، لكنها أوضحت ان "العراقيين لديهم قضايا اخرى يجب حلها من أجل أمن بلدهم واستقراره".