تشعر وسائل الاعلام الغربية بالقلق من القواعد الجديدة التي وضعها مجلس الحكم الانتقالي في العراق وتنص على منع اي تغطية يمكن ان تنطوي على تحريض على العنف او تشجع انصار الرئيس السابق صدام حسين وهو تعبير غامض وغير محدد. وقال مراسل صحيفة (اندبندنت) البريطانية روبرت فيسك : في كل مرة تواجه فيها الحكومة مشكلة يوجه اللوم الى الصحافة. واضاف انهم يصبون جام غضبهم على الصحافيين.. التيار الكهربائي لا يعمل اكثر من بضع ساعات يوميا والمجلس غاضب.. لكن على الصحافيين.وتابع ان المشكلة في هذه التعليمات انه يمكن ان تنطبق على كل شىء. الحديث عن تسجيلات لصدام حسين يمكن ان يعتبر الآن مثل (بث بيان لحزب البعث). وكان مجلس الحكم الانتقالي الذي شكلته سلطات الاحتلال الاميركية اصدر الثلاثاء تعليمات لوسائل الاعلام تنص على منع اي تحريض على العنف او الفوضى او التوتر الطائفي واي دعاية لعودة حزب البعث. وحذرت هذه الهيئة الاولى في عهد ما بعد صدام حسين من ان كل وسائل الاعلام ستخضع لمراقبة دقيقة للتحقق من انها تحترم القواعد. وجاءت تلك القواعد في بيان يمنع قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين المتهمتين بالتحريض على العنف، من تغطية نشاطات المجلس واي مناسبة رسمية لمدة اسبوعين. ورأى جون دانيزيفسكي من صحيفة لوس انجليس تايمز ان تغطية ما بقي من البعث مهم لكنه لا يعني الدعوة الى عودة صدام حسين. وقال : من المهم ان يتمكن الصحافيون من العمل بدون عراقيل. اذا كان البعث سيظهر فمن المهم ان يعرف الناس ذلك. واكد جيروم بوني الذي يعمل للقناة الفرنسية الثانية انه لا يعارض فكرة تقديم معلومات الى السلطات عن هجمات ارهابية وشيكة. لكنه لا يشعر بالارتياح من اصرار المجلس على الزام وسائل الاعلام بابلاغ السلطات عن عمليات المقاومة ضد قوات التحالف. وقال : نحن نتحدث عن الحرب ولن نعطي معلومات لاي جهه. واضاف : اذا استطعت اجراء مقابلة مع صدام حسين سافعل ذلك والجميع يريدون الاستماع اليه. اما درو براون في صحيفة نايت ريدر فقد رأى ان تكميم الصحف من قبل سلطات تتحدث عن الحرية والديموقراطية غريب جدا.وقال ان تغطية الجزيرة والعربية ليست متوازنة ويمكن تفسيرها على انها تحريض على العنف لكن في الجانب الآخر، تغطية (فوكس نيوز) ايضا ليست متوزانة. واضاف ان مجلس الحكم يجب ان يتعلم قبول الجيد والسيىء ووجود صحافة حرة ونقدية وحتى معادية..يشكل جزءا من ذلك. وعبرت قناة العربية الفضائية عن اسفها الشديد بعد قرار المجلس مؤكدة انها اعتمدت الموضوعية منذ اطلاقها في بداية 2003 . ولقيت القناتان الفضائيتان العربيتان تأييد منظمة مراسلون بلا حدود التي رأت في موقف المجلس مساسا بحرية الصحافة. وبالنسبة للصحافي في مجلة نيوزويك كولين سولواي فانه من الصعب التحقق من تطبيق القواعد بطريقة عادلة ومتوازنة. وقال ان عددا كبيرا من العراقيين قالوا لي ان العربية والجزيرة خطيرتان. لكن لجنة من وسائل الاعلام يجب ان تفرض احترام القواعد الاخلاقية والمهنية للصحافيين. وكان المجلس اصدر هذه القواعد بعد الاعتداء الذي استهدف السبت عقيلة الهاشمي عضو المجلس التي توفيت امس الخميس متأثرة بجروحها. وكان المسؤولون الاميركيون وجهوا انتقادات حادة للقنوات العربية التي تخصص حيزا كبيرا للهجمات على الاميركيين وتبث تسجيلات منسوبة لصدام حسين والمقاومة العراقية للاحتلال.