أقر الجنرال المتقاعد جاي غارنر الذي تولى ادارة شؤون العراق في الفترة التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين بأن اخطاء كبيرة وقعت، وأشار الى التنافس الكبير بين كبار المسؤولين في واشنطن، خصوصاً بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع مما أدى الى عدم التنسيق المطلوب لاعادة اعمار البلاد. واعترف غارنر في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي ان الاخفاق في ادارة شؤون العراق بعد الحرب "جذب العناصر الارهابية الاجنبية لتحارب قوات التحالف". ولكنه اضاف "ان هذا الأمر ليس سيئاً، فدخول هذه العناصر سيدفعنا الى قتلهم". وكان الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر حل محل غارنر بعد أسابيع من الاحتلال الاميركي - البريطاني للبلاد، وسط اتهامات بأنه اخفق في استعادة الخدمات الاساسية وفرض النظام بالسرعة المطلوبة. وأشار غارنر الى اتجاه ادارة بوش الى تسليم السلطة للعراقيين بقوله "لا اعتقد بأننا نمضي بسرعة الآن، اننا نحاول ان نحقق ما كان ينبغي عمله منذ البداية". وانتقد بشدة قرار بريمر حل الجيش العراقي مما أدى الى "اشاعة البطالة وتوفير المزيد من المتطوعين لمحاربتنا"، ووصف هذا القرار بأنه كان "خاطئاً"، مشيراً الى ان الخطة الأولية "كانت دفع مرتبات الجيش العراقي لكي يساهم في عمليات إعادة الإعمار". وأقر بأنه لم تبذل جهود كافية لكسب ود العراقيين العاديين بعدما وضعت الحرب أوزارها. وقال: "قمنا بعمل سيئ في تنفيذ هذه الخطة. ليس هناك أي عذر"، موضحاً ان "النتيجة المترتبة على ذلك ان العراقيين لجأوا الى متابعة ما تبثه شبكات تلفزيون عربية مثل الجزيرة". واضاف ان الاتصالات بين رؤسائه في البنتاغون وبين وزارة الخارجية كانت سيئة جداً الى درجة انه لم يعرف إلا بعد اسابيع من نشوب الحرب بأن فريق الوزير كولن باول اعد مشروعاً استغرق عاماً كاملاً للتخطيط لمرحلة ما بعد النزاع المسلح. وزاد انه عندما علم بوجود هذه الخطة عن طريق الصدفة في شباط فبراير الماضي استعان بأحد أعضاء هذا الفريق وطلب منه الانضمام الى المجموعة العاملة معه، ولكنه قال انه صدرت اليه الأوامر من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد كي يتخلى عن هذا الخبير. واعترف بأن "هناك منافسة شديدة بين وزارتي الخارجية والدفاع، ولكن ذلك لم يبدأ مع نشوب الحرب، فهذا جزء من الأوضاع السائدة في واشنطن". وعما جرى خلال الأشهر الستة الماضية منذ اعلان بوش انتهاء العمليات الحربية الرئيسية، قال غارنر: "إذا نفذنا هذا العمل مرة اخرى علينا تخصيص المزيد من الاعتمادات المالية والجهود والمزيد من القوات". وشدد على انه "كان ينبغي ألا نحل الجيش العراقي، بل كان علينا ان نستعين به".