قال السفير الاوروبي في دمشق فرانك هيسكه ل"الحياة" ان 95 في المئة من اتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي "انجز وليس هناك أي مجال للفشل" في المفاوضات بين الطرفين، لافتا الى ان "بقاء الروح والدينامية الحاليتين يعني توقيع الاتفاق" بداية العام المقبل. ووصل امس الى دمشق رئيس الوفد الاوروبي كريستيان ليفلر لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء المهندس محمد ناجي عطري ومعاون وزير الخارجية وليد المعلم تمهيداً للجولة ال12 من المحادثات المقررة يومي 8 و9 الشهر المقبل. وكان رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي وجه دعوة رسمية للرئيس بشار الاسد لزيارة بروكسيل بحيث تجري الزيارة بداية العام المقبل "بعد تحقيق نتائج ملموسة في الاتفاق"، ليتم توقيعها الاولي قبل اقرارها من البرلمان الاوروبي وبرلمانات الدول الاوروبية ال15. وقال هيسكه: "بعد سنوات من التفاوض غير الناجح وصلنا الى نهاية اللعبة، اذ اظهر الجانب السوري الصيف الماضي جدية وجوهرية لحل القضايا العالقة" التي تتعلق بالمحور السياسي المتعلق بحقوق الانسان وجدول خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية والزراعية في السنوات العشر المقبلة. وأوضح "ان 95 في المئة من بنود الاتفاق انجز ولم يبق سوى 5 في المئة. هذا لا يعني ان الاتفاق انتهى تماما لان المتبقي دقيق وحساس، لكن الأمر المؤكد انه ليس هناك مجال للفشل"، كما حصل في مفاوضات السلام السورية -ا لاسرائيلية التي فشلت بسبب عدم التزام اسرائيل الانسحاب الكامل من الجولان، على رغم انجاز اكثر من 80 في المئة من اتفاق السلام. وعلمت "الحياة" ان الجانب السوري تقدم ب"صيغة حل" لعقبة المحور السياسي تتضمن "ارفاق الاتفاق برسالة تتضمن عدم التدخل بالشؤون الداخلية واحترام السيادة السورية"، علماً أن حصول خروق تتعلق بحقوق الانسان يخول الاتحاد الاوروبي تجميد العمل بالاتفاق، الأمر الذي لم يحصل سابقاً مع \ل الدول الموقعة عليها، بما فيها اسرائيل. وكانت دمشق اقترحت تقديم موعد الجلسة المقبلة من المفاوضات في اطار "استعجال" توقيع الاتفاق بعد اقرار مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين مشروع "قانون محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان". لكن المهندس عطري نفى ان يكون الاستعجال "عامل ضغط" على الوفد المفاوض. وقال: "نحن لا نفرط بمصالحنا. لا نريد ان نأخذ إلا مثلما أخذ الآخرون وليس اقل منهم"، في اشارة الى الدول ال11 التي وقعت الاتفاق في السنوات الاخيرة. وفيما تتمسك سورية بمطالبها المتعلقة بتحرير تدفق المنتجات الغذائية وبينها زيت الزيتون، الى اوروبا، قال هيسكه: "ما نعرضه على السوريين ما زال بعيداً عما يريدون"، وذلك استجابة لمطالب اليونان واسبانيا اللتين توفران معظم حاجات أوروبا من زيت الزيتون. كما ان اوروبا اقترحت "خفضاً كبيراً وفورياً على منتجات اوروبية كي يشعر السوريون فورا بنتائج الاتفاق". وتابع: "نحاول الافادة من تجاربنا في الاتفاقات السابقة من الدول المتوسطية ومن التطورات في العالم لتنعكس في الاتفاق مع سورية، مثل التركيز على قطاع الخدمات المصرفية والسياحة والنقل". ولم يوافق السفير الاوروبي على الاعتقاد بوجود "علاقة مباشرة" بين تسريع مفاوضات الشراكة واقرار "قانون المحاسبة"، مؤكداً عدم "أخذ الحكومات الاوروبية" بالعقوبات الاقتصادية المقترحه في التشريع الاميركي، لكنه اشار الى "ان مستثمري القطاع الخاص يدرسون كلفة المخاطرة لدى بحثهم عن الاستثمار في اماكن جديدة". الكونغرس و"قانون المحاسبة" في غضون ذلك رويترز، ارسل الكونغرس الى الرئيس جورج بوش مشروع قانون "محاسبة سورية"، لكنه اعطاه سلطة تعليق العقوبات، في حين قال البيت الابيض ان من المتوقع ان يوقع الرئيس مشروع القرار. ووافق مجلس النواب بغالبية 408 اصوات ضد ثمانية اصوات على قانون "محاسبة سورية"، ويقضي بفرض عقوبات اقتصادية وديبلوماسية على دمشق.