صدق وزير الثقافة المصري فاروق حسني اخيرا على التشكيلات الجديدة للجان المجلس الاعلى للثقافة في مصر وهي اللجان التي يبلغ عددها 24 لجنة وتشكل كل عامين، بحيث تتولى مسؤولية رسم السياسات الثقافية في مصر وسيتم العمل بالتشكيلات الجديدة اعتبارا من هذا الشهر على ان تنتهي دورتها بداية تموز يوليو من العام 2005. وتكتسب التشكيلات الجديدة اهمية استثنائية لأن موعد اعلانها جاء في اعقاب الحدث الذي خضّ الحياة الثقافية في مصر والعالم العربي، وهو رفض الكاتب صنع الله ابراهيم لجائزة مؤتمر الرواية العربية من تنظيم المجلس الاعلى للثقافة. واحرج موقفه العديد من المثقفين المصريين الذي يتعاملون مع المؤسسة الرسمية. والصدمة التي خلفها صاحب "اللجنة" دفع بعض المثقفين من لجان المجلس للتضامن معه في رفض الجائزة، احتجاجا على السياسة الثقافية التي يعتمدها المجلس الاعلى. والمؤكد ان اعلان اسماء اعضاء اللجان في تشكيلها الجديد سيكون اول اختبار عملي للمقولات الراديكالية التي اطلقها أنصار صنع الله، والقائمة في الجزء الاكبر منها على ضرورة مقاطعة انشطة وزارة الثقافة التي وصفها ب"صناديق الاكاذيب"... كما أن التشكيلات الجديدة اختبار لوزير الثقافة الذي اكد ان وزارته لن تقوم "بمعاقبة" احد. ويمكن القول ان التشكيل جاء خاليا من المفاجآت في كثير من اللجان التي يرتبط نشاطها بالمجرى العام للحياة الثقافية في مصر. ففي لجنة الشعر الذي شهدت الدورة الماضية صراعات عدة، تم اختيار احمد عبد المعطي حجازي مقررا للجنة، ومجموعة من ممثلي الكتابة الجديدة مثل اسامة الديناصوري، واحمد بخيت كما تم ضم الشاعر بهاء جاهين ممثلا لشعر العامية بدلا من الشاعر عبد الرحمن الابنودي. وبعد استقالة ادوار الخراط من منصبه كمقرر في لجنة القصة، خلفه الكاتب صبري موسى الحائز الجائزة التقديرية هذا العام. بينما خرج في التشكيل الجديد جمال الغيطاني ورضوى عاشور، وكان الاول ضمن الاعضاء في الدورة الماضية، لكنه لم يشارك في اجتماعات اللجنة بسبب موقفه المعارض لوزارة الثقافة، وهو موقف سابق على عضوية اللجنة في دورتها الماضية. بينما انضمت عاشور الى فريق المعارضين بعد البيان الذي عرف باسم "بيان الستة" الذين احتجوا على مؤتمر المثقفين الذي نظمه المجلس في تموز يوليو الماضي. وضمت التشكيلة الجديد كلاً من سلوى بكر واحمد عباس صالح، وعزة بدر التي نالت هذا العام تشجيعية ادب الرحلات... واللافت غياب الاسماء الجديدة عن تركيبة اللجنة، باستثناء ميرال الطحاوي... غير ان المفاجأة الاكبر كانت في تشكيل لجان العلوم الاجتماعية حيث احتفظ الكاتب محمود امين العالم بموقعه كمقرر للجنة الفلسفة على الرغم من تأييده المفرط لموقف الكاتب صنع الله ابراهيم وكان احد اعضاء لجنة التحكيم التي منحته جائزة الرواية كما كان على رأس من وقعوا بيان تأييده والتضامن معه ومع حيثيات رفضه. اما لجنة التاريخ فقد شهدت ضم الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى وخروج المؤرخ رؤوف عباس الموجود في اللجنة بصفته رئيسا لجمعية الدراسات التاريخية. ولوحظ ان هناك لجاناً اخرى شهدت تغييرات كبيرة تمثلت في ضم دماء جديدة ومنها لجنتا الفنون التشكيلية والمسرح. ففي الاولى ضم حازم المستكاوي وجميل شفيق وشريف عبد البديع وطارق الكومي ووجيه وهبة والناقد شاكر عبد الحميد وتم تصعيد آدم حنين الى منصب المقرر بدلا من محمد طه حسين. وشهدت هذه اللجنة خروج عدد كبير من اعضاء دورتها الماضية ومنهم عبد الوهاب عبد المحسن ورضا عبد السلام ورمزي مصطفى ومكرم حنين. وفي لجنة المسرح احتفظ ألفريد فرج بمنصب المقرر، وخرج من اللجنة اسامة انور عكاشة وهناء عبد الفتاح وسمير العصفوري... وجاءت اسماء جديدة منها المخرجون ناصر عبد المنعم وخالد جلال وحسام عطا والناقد وجدي زيد. وشهدت لجنة السينما انضمام مجموعة من الاسماء المشهورة مثل نور الشريف وايناس الدغيدي، وخروج توفيق صالح ووحيد حامد.