سرّعت حركة "فتح" أمس خطى المشاورات الهادفة الى تمكين رئيس الوزراء احمد قريع من تشكيل حكومته قبل الثلثاء المقبل. وعقد نواب الحركة إجتماعا صباح امس في حضور الرئيس ياسر عرفات في رام الله. وقالت دلال سلامة النائبة عن حركة "فتح"، رئيسة لجنة الشؤون السياسية في المجلس التشريعي انه تم اختيار رفيق النتشه النائب عن الخليل في الضفة الغربية رئيسا للمجلس البرلمان خلفا لقريع. وكان النتشه ممثلا سابقا لمنظمة التحرير الفلسطينية في السعودية وتولى وزارتي العمل والزراعة في الحكومات الفلسطينية. وعرف النتشه داخل المجلس التشريعي بتأييده وضع دستور فلسطيني، الامر الذي اصطدم بمعارضة عرفات. وفوجئت اوساط فلسطينية بعدم ترشيح عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومرشح اللجنة، لهذا المنصب نفسه. وقال زكي للصحافيين انه يريد ان يتفرغ للعمل في "فتح" بصفته مسؤولا للعلاقات الخارجية ولتضييق الفجوة ما بين القيادة والقاعدة. واضاف انه "لا يرتضي لنفسه ان يتولى منصبا وزاريا او منصبا اخر ذا امتيازات في مرحلة يعاني شعبنا فيها". اجتماع للجنة المركزية واجرت الحركة امس مشاورات جديدة في شأن تشكيل حكومة قريع. وقال احد مسؤوليها انه كان مقررا ان تعقد اللجنة المركزية لحركة "فتح" مساء امس اجتماعا "حاسما" لتذليل آخر العقبات امام تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، وهي منصب وزير الداخلية. ورجحت مصادر قريبة من قريع ان يحتفظ سبعة وزراء في الحكومة بمناصبهم في الحكومة الجديدة، فيما يضاف اليها مرشحان او ثلاثة من القيادة الشابة في حركة "فتح" . ومن بين الاسماء المطروحة بقوة حاتم عبد القادر وقدورة فارس ودلال سلامة ومحمد الحوراني. يذكر ان امام قريع ثلاثة ايام قانونا لتقديم تشكيلة الحكومة الجديدة. وكان قريع عين رئيسا لحكومة طوارىء مصغرة لمدة شهر بسبب الخلافات التي دارت في شأن الشخص الذي يتولى وزارة الداخلية المسؤولة عن شؤون الاجهزة الامنية المختلفة. وحل قريع محل محمود عباس الذي استقال بعد مئة يوم من توليه منصب رئيس الوزراء في اعقاب تعثر كامل لعملية السلام والنزاع الذي نشب بينه وبين عرفات في شأن السيطرة على الاجهزة الامنية. شارون يلتقي قريع بعد زيارته موسكو وعلى جبهة الاتصالات السياسية ينتظر ان يلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون احمد قريع بعد زيارته الى روسيا التي يبدأها الاحد اذا ما شكل الاخير حكومته في هذه الاثناء، وفقا لما ذكرته القناة الثانية الخاصة في التلفزيون الاسرائيلي. وقال قريع انه لا يمانع في الاجتماع مع شارون، لكنه نفى ان يكون هناك اي لقاء مرتب بين الطرفين. واوضح للصحافيين: "هناك اتصالات، لكن لا اعرف ان كانت هناك لقاءات مع رئيس الوزراء، لكننا لسنا ضدها". وكان قريع صرح بان الاتصالات الحالية مع الاسرائيليين ليست بداية لمفاوضات، فيما اعتبر ان بدء محادثات جدية بين الجانبين لا يمكن ان تتم قبل تشكيل حكومة فلسطينية موسعة. وفي السياق نفسه، اعلن نبيل ابو ردينة مستشار عرفات أن "الاتصالات مع الجانب الاسرائيلي موجودة، لكنها من دون نتيجة حتى الان"، مشددا على ان المطلوب ليس الاتصالات "وانما وقف العدوان الاسرائيلي باشكاله كافة والعودة الى طاولة المفاوضات والالتزام بخارطة الطريق". وتحدث شارون مساء الخميس عن اتصالات مع الفلسطينيين، مقللا من اهميتها في اعقاب جدل بين الجيش والمسؤولين الاسرائيلين في شأن الابقاء على سياسة "القبضة الحديدية" في الاراضي الفلسطينية. تظاهرة في ذكرى رابين وكان رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي موشي يعالون اعلن للصحافيين ان هذه السياسة تساهم في تعزيز دور المتطرفين وتنشر المرارة بين الفلسطينيين. تظاهرة حاشدة في ذكرى رابين ووجهت الدعوات امس الى تجمع حاشد ليل السبت احياء للذكرى الثامنة لاغتيال رئيس الورزاء السابق اسحق رابين بيد اسرائيلي يميني متطرف، وأتخذت اجراءات امنية مشددة في محيط ساحة رابين في تل ابيب. وكان ناشطون محتملون من اليمين المتطرف اعتدوا الليلة الماضية على ضريح رابين ما تسبب بردود فعل ساخطة في اسرائيل.