قبل سنة على الانتخابات الرئاسية الاميركية في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، تسعى المعارضة الديموقراطية الى اختيار مرشح قادر على الحاق الهزيمة بالرئيس الجمهوري جورج بوش الذي يواجه انعكاسات مرحلة ما بعد الحرب في العراق. وقال الخبير من "مركز بيو للابحاث" كارول دوهيرتي ان المصاعب المستمرة وكلفة مرحلة ما بعد الحرب في العراق حيث اصبحت خسائر القوات الاميركية "تثير شكوكاً لدى الاميركيين حول مبررات هذا التدخل". وحول الاقتصاد، الذي يشكل عاملاً مهماً في اعادة انتخاب الرؤساء الاميركيين المنتهية ولايتهم، يواجه بوش انتقادات بسبب خفض الضرائب الذي يفيد، بحسب معارضيه، الاثرياء بنوع خاص. واعتبر دوهيرتي انه على رغم الارقام الجيدة التي سجلت أخيراً مثل الارتفاع الكبير للناتج الداخلي الخام "2،7 في المئة في الفصل الثالث فإن البطالة تبقى مرتفعة ما "يخلق شعوراً بالارتياب في البلاد". وأوضح ان "استطلاعات الرأي الاخيرة تعكس هذا الشعور المتزايد بالانزعاج حول العراق والقلق ازاء الوظائف". ويتفق الخبراء على القول ان الاقتصاد يبقى اكبر نقطة ضعف لدى الرئيس المنتهية ولايته ويمكن ان يؤثر في التقدم الذي احرزه على صعيد الامن القومي منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. لكن دنيس غولدفورد استاذ العلوم السياسية في جامعة درايك ايوا يرى انه على رغم هذا الضعف "تبقى هناك صعوبة في هزيمة بوش". وقال ان كل رئيس منتهية ولايته له افضلية على منافسه الذي يتوجب عليه، ليس فقط مهاجمة ادائه وانما تقديم بديل يحظى بصدقية. وأضاف "ان الديموقراطيين لا يزالون من دون مرشح فعلي منبثق من بين الطامحين التسعة" لنيل ترشيح الحزب كما انهم منقسمون لا سيما حول العراق. ويشير الكثير من الاستطلاعات الى فوز بوش بفارق طفيف في مواجهة اي مرشح ديموقراطي على رغم انه يتقدم حالياً الى حد كبير على كل من المرشحين الرئيسيين الاربعة من المعارضة. وقال آلان ليتشمان المؤرخ المتخصص في الانتخابات الرئاسية في الجامعة الاميركية في واشنطن "لا احد يتقدم فعلياً على الآخر الا في حال اشتراك السيناتور هيلاري كلينتون" وهي غير مرشحة. واظهر استطلاع اجرته جامعة كوينيبياك لدى ناخبين ديموقراطيين نهاية الشهر الماضي ان كلينتون كانت ستتقدم بفارق كبير على المرشحين الرئيسيين ويسلي كلارك 10 في المئة والسيناتور المحافظ جو ليبرمان والنائب ديك غيبهارت 8 في المئة وحاكم فيرمونت السابق هوارد دين والسيناتور جون كيري 7 في المئة لكل منهما. وقال ليتشمان ان استطلاعات الرأي للانتخابات التمهيدية التي تجري في كانون الثاني يناير في ايوا ونيوهامبشاير تعطي مؤشراً واضحاً حول نتيجة الترشيح الديموقراطي. ويعتبر هوارد دين المعارض للحرب منذ البداية والذي يحظى بدعم اليسار الديموقراطي التقليدي الاوفر حظاً في هذه الاستطلاعات. كما انه جمع اموالاً اكثر من منافسيه في حملة عبر الانترنت. لكن دين لا يحظى بنسبة تأييد فعلية على المستوى الوطني ويواجه معارضة تيار الوسط من حزبه. واعتبر ليتشمان ان دين "يمكن بالتالي ان يواجه صعوبة في الحفاظ على نسبة التقدم هذه في الانتخابات التمهيدية في الولايات الكبرى او حتى في الجنوب المحافظ".