خلت تشكيلة مجلس الأعيان الأردني التي أعلنت بمرسوم ملكي ليل أول من أمس من ممثلين للأحزاب السياسية، ولا سيما الاسلامية وقادة النقابات المهنية، بعد أقل من شهر على تشكيل حكومة فيصل الفايز التي طلب منها الملك عبدالله الثاني الانفتاح على المعارضة. وضم مجلس الأعيان 55 عضوا، بموجب الدستور الذي ينص على ألا يزيد أعضاؤه عن نصف عدد أعضاء مجلس النواب ال110 الذين انتخبوا في حزيران يونيو الماضي، وللمرة الاولى اختار العاهل الأردني سبع نساء لعضوية المجلس الجديد الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق زيد الرفاعي منذ عام 1997. وفوجئت الأوساط السياسية في المملكة بخلو مجلس الأعيان الذي يشكل مع البرلمان المنتخب جناحي مجلس الأمة الأردني من أي من رموز المعارضة الاسلامية وقادة أحزاب الوسط واليسار ورؤساء النقابات المهنية. وصرح الناطق باسم جماعة "الإخوان المسلمين" الأردنية يحيى شقير ل"الحياة" بأن "الحركة الاسلامية لم تستشر قبل تشكيل المجلس ولم يطلب منها تسمية ممثلين لها، في خطوة مستغربة تتناقض مع التوجهات الحكومية للحوار الوطني والمشاركة والتنمية السياسية" وقال: "لقد استبشرنا خيرا في الأسابيع الماضية بحديث رسمي متواصل عن أهمية الحركة الاسلامية، وبتنويه بأهميتها، ثم جرى تجاهلها في عضوية هذا المجلس" الذي يشكل مع مجلس النواب السلطة التشريعية. ودخل المجلس الجديد إسلاميان مستقلان مقربان من الحكومة هما عبد الرحيم العكور ومحمد الأزايدة. ودعا الملك الشهر الماضي حكومة الفايز الى "انفتاح سياسي على فاعليات المجتمع كافة، وإعداد قوانين عصرية تساهم في انجاح التنمية السياسية، وأولها قانون أحزاب متطور وقانون انتخابات ديموقراطي تجرى بموجبه الانتخابات البرلمانية لعام 2007. والتقى الفايز بعد أيام قليلة من تشكيل حكومته الكتلة الاسلامية في مجلس النواب وقوامها 17 نائبا، كما قام بزيارتي مجاملة الى منزلي المراقب العام لجماعة "الإخوان المسلمين" عبد المجيد ذنيبات، ورئيس مجلس الشورى في "جبهة العمل الإسلامي" عبد اللطيف عربيات، وأكد لهما حرص حكومته على "علاقة طيبة ومتينة" مع الجماعة، منوها ب"مكانتها". والى الرفاعي، ضم مجلس الأعيان الجديد ثلاثة من رؤساء الوزارات السابقين هم عبدالسلام المجالي وفايز الطراونة وعلي أبو الراغب، فيما غاب عن عضويته رؤساء الوزارات السابقون أحمد اللوزي ومضر بدران وأحمد عبيدات وطاهر المصري وعبد الكريم الكباريتي. وانضمت أربع وزيرات سابقات الى التشكيلة الجديدة، هن ليلى شرف وسلوى المصري وأنعام المفتي وريدة المعايطة، وثلاث ناشطات في الهيئات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة، هنّ صبحية المعاني وميّ أبو السمن ووجدان الساكت، ليرتفع عدد النساء في مجلس الأمة الأردني الى 13 ، مع وجود 6 نساء في مجلس النواب أفرزهن نظام الكوتا في قانون الانتخاب. غير أن مراقبين يرون أن تمثيل النساء في البرلمان تجاهل ناشطات بارزات في المعارضة من وزن عضو مجلس النواب السابقة توجان فيصل، وعضو الحزب الشيوعي الأردني اميلي نفاع.