اعتبر الرئيس المخلوع صدام حسين ان الحل "ان يعود العراق وفق ما كان عليه" قبل احتلاله. ودعا، في تسجيل صوتي نسبته اليه قناة "العربية" الى التصدي للاحتلال ومن يتعاون معه باعتبار ذلك "واجباً شرعياً". تفاصيل ص2 و3 و4. واعلن مسؤول في "التحالف" ان احتلال العراق سينتهي في 30 حزيران يونيو المقبل. ونسبت وكالة "فرانس برس" الى هذا المسؤول الذي لم تكشف اسمه "انه اذا بقيت قوات التحالف هنا، فإنها ستتواجد اعتباراً من الأول من تموز يوليو بناء على دعوة العراقيين". وهذا الأمر أكده الحاكم المدني بول بريمر عندما قال في مقابلة تلفزيونية ان الولاياتالمتحدة ستحتفظ بقوات في العراق "لبعض الوقت" بعد تولي حكومة عراقية جديدة مقاليد الأمور. في موازاة ذلك، ارتفع عدد قتلى اصطدام المروحيتين العسكريتين في الموصل الى 17، فيما جرح خمسة آخرون واعتبر جندي في عداد المفقودين. واصيب نائب محافظ مدينة كركوك في محاولة اغتيال استهدفته في وسط المدينة. وهز انفجار ضخم شارعاً في بغداد قرب مقر الادارة المدنية الاميركية مساء أمس، لكن جنودا اميركيين في الموقع أكدوا انه لم يؤد الى اصابات. وأفاد شهود ان انفجارات عدة سمعت في بغداد. وعلى الصعيد السياسي، قال بريمر من بغداد في تصريح الى شبكة "فوكس" التلفزيونية الاميركية: "نحن نتباحث مع الحكومة الانتقالية، كما ان كل الاستطلاعات بينت رغبة غالبية العراقيين ببقاء قوات التحالف في العراق حتى تحقيق الاستقرار". واضاف: "سيكون من الخطأ الانسحاب قبل ذلك ... ونقل السلطات الى سلطة غير منتخبة وخارج اطار دستوري يضمن حقوق العراقيين". ورداً على سؤال عن استمرار الهجمات على القوات الاميركية والمشاركة في التحالف، قال بريمر انه "ما من شك اننا نخوض معركة قاسية مع معارضين يبدون تصميماً، وخصوصاً ارهابيين دوليين قدموا الى العراق خلال الاشهر الاربعة او الخمسة الاخيرة". وقال: "من الواضح ان حملة المقاومة ضد قوات التحالف منظمة"، لكن هذا برأيه "لا يشكل تهديداً استراتيجياً" للوجود الاميركي في العراق. وتابع ان "الهجمات تتركز على قسم صغير من الاراضي" العراقية. واضاف: "هناك مؤشرات" على ان صدام حسين "أعد لخوض نزاع إرهابي على شكل مناوشات كالذي نشهده حالياً"، مشيراً الى "وثائق ظهرت منذ التحرير وتدفع الى الاعتقاد" بوجود هذه التحضيرات. لكنه اضاف انه لا توجد "أدلة تشير الى انه صدام أجرى ترتيبات مع القاعدة". وسئل عن امكان العراقيين طرد القوات الاميركية فور تسلمهم زمام السلطة، فأجاب: "كلا... سيكون هناك اتفاق اضاف يتعلق بمصالحنا الامنية المشتركة والتي سنتفاوض في شأنها من الآن وحتى نهاية حزيران". وتوقع بريمر وضع "دستور موقت... يتضمن عدداً من المبادئ التي نود تضمينها في الدستور الدائم". مشيراً الى ان الدستور سيتضمن وثيقة للحقوق على غرار الدستور الاميركي علاوة على تأكيدات بالمساواة بين جميع المواطنين واقامة سلطة قضائية وحكومة اتحادية تتمتعان بالاستقلال مع صوغ دستور دائم "خلال وقت محدد ربما وصل الى عامين". شريط صدام وبثت قناة "العربية" شريطاً صوتياً لصدام حسين قالت انه مسجل في منتصف رمضان اي قبل أقل من اسبوع. وعبر صدام في الرسالة التي قال انه يوجهها الى العراقيين لمناسبة شهر رمضان، عن امله بان يكون هذا الشهر "مقدمة النصر واساسه". وقال "لقد وضع الاشرار انفسهم وحالهم في المأزق الذي اراد الله ان يضعهم فيه"، في حين ان من هاجموا العراق كانوا حسب تعبيره "قالوا في حينه انهم ذاهبون في نزهة لاحتلال العراق". واضاف ان "العراق سيكون عصيا على نياتهم الشريرة لاستعماره واستقرار جيوشهم ونفوذهم فيه ان شاء الله". ودعا صدام العراقيين الى مقاومة من يتعاونون مع قوات الاحتلال قائلا ان "الذي تأتي به جيوش الاجنبي وتقرره هو ارادة ليست ارادة عراقية حرة، فهو اذن مثلهم. وان مقاومة من تأتي به جيوش الاجنبي واجب شرعي ووطني وانساني". وخاطب صدام عناصر المقاومة العراقية بقوله: "ايها المجاهدون، ان طريق الجهاد والمقاومة هو افضل طريق عند الله وليس افضل منه يضمن خروج الاجنبي الغاشم من بلادنا". وفي اشارة الى تصاعد الهجمات ضد القوات الاميركية وقوات "التحالف"، اوضح انه "لا مجال للغزاة الا ان يخرجوا خاسئين ملعونين من بلادنا أرض العراق بلاد العرب". ورأى ان الحل يقوم على ان يرحل "جنود العدوان والاحتلال خارج العراق وان ينعدم اي نفوذ اجنبي غير شرعي في العراق"، وان "يعود العراق على وفق ما كان عليه قبل هذا. هذا هو الحل ولا حل غيره. فاذا وجده الطغاة صعبا عليهم فليجربوا اشهراً اخرى وزمنا آخر ليحصدوا أرواحاً آخرين ويدمروا، ولكن غير الخيبة لن يكسبوا ومع الخيبة مزيد من الارواح تزهق من البريطانيين والاميركيين وغيرهم". ودعا الى ان "يعود ابناء العراق المخلصون وفق ما يقرر الشعب بحرية كاملة ليسيروا اموره من جديد". واكد ان "للعراق اذا جاز التعبير خلطة كيماوية خاصة به لا يحل مفاتيحها الا من هم من ابنائه او المؤمنون الصالحون من ابناء امته لو تشاوروا بنزاهة مع العراقيين المخلصين الامناء".