سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمرو موسى يدين ويلوم إسرائيل ... وتل أبيب تحمل أوروبا مسؤولية تزايد معاداة السامية : 300 قتيل وجريح في هجوم على كنيسين يهوديين في اسطنبول ... و"القاعدة" في دائرة الاتهام
اوقع اعتداءان بواسطة سيارتين مفخختين استهدفا كنيسين للطائفة اليهودية في اسطنبول، كبرى المدن التركية، أمس نحو 20 قتيلاً وأكثر من 260 جريحاً. وتبنت "الجبهة الاسلامية لفرسان المشرق الاكبر" الأصولية التركية مسؤولية الهجومين، وطالبت ب"وقف اضطهاد المسلمين". وفيما شككت أنقرة في صحة اعلان "الجبهة" مسؤوليتها، واتهمت "منظمات ارهابية دولية" بالضلوع فيه ولمحت الى تورط "القاعدة"، حضت اسرائيل المجتمع الدولي على محاربة "قوى الشر"، وقالت ان "مأساة اسطنبول لا يمكن فصلها عن موجة معاداة السامية التي تشهدها اوروبا نتيجة الصورة المشوهة التي تعطيها وسائل الاعلام الدولية عن اسرائيل". وقع احد الهجومين قرب كنيس نيفي شالوم، احد اهم اماكن العبادة للطائفة اليهودية في تركيا والواقع في حي بيوغلو التاريخي وسط اسطنبول. وافتتح هذا الكنيس عام 1951 وتعرض لعملية تفجير نسبت الى فلسطينيين عام 1986 قتل فيها 22 شخصاً. ووقع الهجوم الآخر قرب كنيس في حي سيسلي المجاور الذي يبعد مسافة كيلومترين عن مكان الانفجار الاول. وصرح سيلفيو عوفاديا الناطق باسم حاخامية اسطنبول ان نحو 300 شخص كانوا في الكنيسين من اجل صلاة السبت حين وقوع الانفجارين. وأدى الهجوم على كنيس نيفي شالوم الى تحطم زجاج نوافذ عشرات المباني المحيطة بالكنيس كما احدث حفرة كبيرة. وذكرت شبكة "سي أن أن ترك" التلفزيونية الاخبارية ان بعض سكان المباني المجاورة التي لا تبعد اكثر من 30 متراً عن مكان الحادث قتلوا او جرحوا في الانفجار. وغطت طبقة من الغبار الشارع الذي امتلأ بقطع الحديد والحجارة والبلاستيك. وعملت فرق الانقاذ على انتشال الضحايا من بين الانقاض في حين انشغل تجار الحي بترتيب محلاتهم وجمع حطام الزجاج من الشوارع القريبة وأزقة تلة غلاطة في وسط اسطنبول الاوروبي. وأعلن مجهول قال انه يتحدث باسم "الجبهة الاسلامية لفرسان المشرق الاكبر" في اتصال هاتفي مع وكالة الاناضول شبه الرسمية للأنباء مسؤولية الجبهة عن الانفجارين. وقال ان الهدف من الهجومين هو المطالبة "بوقف اضطهاد المسلمين"، مؤكداً ان "عملياتنا ستستمر". وتأسست الجبهة عام 1985 ونشطت خصوصاً في منطقة اسطنبول منذ 1993 حيث شنت هجمات ضد حانات ومراقص وكنائس. وطوى النسيان هذه المنظمة منذ توقيف زعيمها صالح ميرزابيوغلو عام 1998 والحكم عليه بالمؤبد بسبب محاولة انقلاب. الا ان وسائل الاعلام التركية أشارت الى ان انقرة تدرس احتمال ان يكون تنظيم "القاعدة" وراء الانفجارين. كما شكك وزير الداخلية التركي عبدالقادر اكسو في صحة المكالمة الهاتفية. وأوضح: "نفكر في كل احتمال كما ندرس احتمال ضلوع منظمات ارهابية دولية". واضاف ان "حادثاً بهذا الحجم قد لا يكون من تنفيذ منظمة محلية". ولم يستبعد احتمال تورط تنظيم "القاعدة" في الانفجارين. وقال رداً على سؤال عن علاقة التنظيم بالهجوم: "لا نستطيع ان نستبعد اي منظمات". كما استبعد مصدر ديبلوماسي ان تكون "الجبهة الاسلامية لغزاة المشرق الاكبر" مسؤولة عن الانفجارين، موضحاً ان الشرطة فككت تلك المنظمة ولا تمتلك القدرات الفنية لشن مثل هذه الهجمات. واضاف ان الانفجارين قد تكون لهما صلة "بالتطورات الاخيرة في الشرق الاوسط" او قد يكونان استهدفا اليهود في اسطنبول لأنهم "هدف سهل". وأفادت وكالة انباء الاناضول نقلاً عن الشرطة ان كاميرا مراقبة منصوبة خارج كنيس نيفي شالوم صورت منفذ الاعتداء بالسيارة المفخخة. وأوضحت الشرطة التي شاهدت شريط الفيديو المصور انها رأت على الشريط رجلاً يوقف سيارة حمراء ويبتعد. وأظهر الشريط بعد ذلك انفجار السيارة. ودان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عمليتي التفجير مؤكداً انهما تستهدفان "الاستقرار والسلام في تركيا". وقال اردوغان الموجود في "جمهورية شمال قبرص التركية" حيث يشارك في الاحتفالات بالذكرى العشرين لاعلانها "انها قنابل موجهة ضد الاستقرار والسلام في تركيا". وأشار الى ان الامر يتعلق ب"عمل ارهابي ضد الانسانية". ووصف وزير الخارجية التركي عبدالله غل الهجومين بأنهما "عمل ارهابي" واتهم "منظمات ارهابية دولية" بالضلوع فيهما. وأوضح: "من الواضح ان هذا حادث ارهابي له تشعبات دولية". واضاف: "نواجه نوعاً مختلفاً من الهجمات الارهابية". وأعرب غل عن اعتقاده بأن الانفجارين ناتجان عن هجومين انتحاريين. وقال: "هذه المرة الاولى نشاهد مثل هذه الانفجارات. نعتقد بأنها حدثت بفعل مهاجمين انتحاريين". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في بيان ان "ما من دولة في العالم محصنة ضد الارهاب لذلك يتحتم على جميع الدول محاربة قوى الشر". وأضاف: "نأمل الا يكتفي المجتمع الدولي بإدانة ما حصل في اسطنبول بل ان يتصرف بأقصى درجات الحزم الممكنة ضد الارهاب الذي يشكل ظاهرة عالمية". ورأى ان "ما يحصل في اوروبا حالياً يشجع اعمال العنف الشفوية بل كذلك الارهاب ضد دولة اسرائيل". وقال مدير قسم الشؤون الاوروبية في وزارة الخارجية داني شيك ان "الاعتداءين نفذتهما على ما يبدو منظمة من التيار الاسلامي مناهضة للغرب ولاسرائيل ولليهود". وأكد مسؤول اسرائيلي طلب عدم كشف هويته ان "مأساة اسطنبول لا يمكن فصلها عن موجة معاداة السامية التي تشهدها اوروبا نتيجة الصورة المشوهة التي تعطيها وسائل الاعلام الدولية عن اسرائيل". وتوالت ردود الفعل من كل انحاء العالم منددة بالاعتداء. ودانت جامعة الدول العربية ومصر اليوم الهجومين. وأعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان "اجراساً كثيرة تقرع الآن تشير جميعها الى استشراء السياسة الاسرائيلية الحالية بدرجة لم تعد مقبولة من اي شخص لديه الحد الادنى من التعاطف الانساني مع المعاناة التي يعيشها شعب فلسطين تحت الاحتلال". وحذر من "خطورة التغاضى عن تلك السياسة"، مضيفاً انه "طالما تركت اسرائيل تعيث في ممارسة هذه الافتراءات والعنف فإن هذا سيؤدي الى الكثير من التداعيات وان المسؤولية تقع على من يتغاضون عن ذلك ويمنعون مجلس الامن من التحمل بمسؤولياته في هذا الشأن". وندد وزير الخارجية المصري احمد ماهر بالاعتداءين. وقال: "ان الذي يخلق هذا الجو ويتيح الفرصة لهذه العمليات الارهابية التى ندينها هي التوتر والممارسات واعمال العنف". ودانت الولاياتالمتحدة ب"حزم الاعتداءين الارهابيين الفظيعين" في اسطنبول بحسب بيان للخارجية الأميركية. وعبّر الرئيس جاك شيراك عن "تعاطف فرنسا وتضامنها" مع تركيا داعياً الى "تعزيز ارادة الامم الديموقراطية في محاربة معاداة السامية وعدم التسامح والارهاب بلا هوادة". ودعا البابا يوحنا بولس الثاني الى السلام ودان الارهاب في رسالة تعزية بعث بها الى الشعب التركي. وقال الكاردينال انجيلو سودانو في رسالة له ان "البابا كرر طلبه من كل الرجال والنساء في انحاء العالم كافة للتحرك من اجل السلام وضد الارهاب". ودان وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو بشدة "العمل البربري البغيض". ودعا الى"تضافر العالم كله في المعركة ضد قوى الكراهية والعنف والارهاب والعنصرية ومعاداة السامية". وقررت الحكومة الايطالية تعزيز الاجراءات الامنية في محيط اماكن العبادة وغيرها من المواقع التي تعتبر حساسة اثر الهجوم المزدوج في اسطنبول. واتصل وزير الداخلية جيوسيبي بيسانو بالمسؤولين في الطائفة اليهودية الايطالية واكد لهم تضامن الحكومة الايطالية الشديد. كما نددت الحكومة الباكستانية بشدة بالهجومين، وأعربت عن تعاطفها الشديد مع الشعب التركي وحكومته.