اعتقلت الشرطة التركية ثلاثة أشخاص بينهم امرأة محجبة في مدينة إسطنبول للاشتباه بصلتهم بهجومي السبت على معبدين يهوديين وسط العاصمة الاقتصادية اللذين أسفرا عن مقتل 22 شخصا وإصابة 242 آخرين بجروح. ونقلت مصادر صحفية تركية عن مسئولي أمن قولهم إن أجهزة المخابرات وشرطة مكافحة الإرهاب نقلت المعتقلين الثلاثة إلى قيادة الأمن لاستجوابهم. وتعتقد شرطة إسطنبول أن أحد أقارب هؤلاء المعتقلين قد يكون متورطا في الهجومين. وقال شهود عيان في أنقرة إن أجهزة الأمن لم تكشف عن هوية المعتقلين ولا اسم المنظمة التي قد يكونون أعضاء فيها. وأضاف أن أنقرة اعتقلت عددا من الطلاب الفلسطينيين قبل الحادث إثر تلقيها تحذيرات, موضحا أن من الصعب أن تكون جبهة الفرسان القادمين من الشرق هي التي نفذت الهجومين لأن المتفجرات المستخدمة أتت من الخارج ولا تتوفر في تركيا. وجاءت الاعتقالات في إطار تحقيقات مشتركة بدأتها أجهزة الأمن التركية بالتعاون مع فريق من المحققين الإسرائيليين أرسلتهم الوكالة اليهودية التي أكدت أن تسعة يهود و11 مسلما قتلوا في الهجومين. وسيقوم فريق إسرائيلي للبحث والإنقاذ للمساعدة في جمع أشلاء الضحايا وفق قواعد دينية. في هذه الأثناء، نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن يهودي تركي أمس الاحد ان ستة من اليهود قتلوا في الاعتداءين اللذين استهدفا كنيسين في اسطنبول أول أمس، وقال مهالي الكاش تم التعرف على ستة من اليهود بين القتلى الذين سقطوا في الكنيسين بينهم اربعة كانت الطائفة تستخدمهم لحراسة المعبدين .. غالبية الضحايا كانوا من التجار في المنطقة والمارة. واضاف ان يهوديا واحدا قتل في كنيس نيفيه شالوم والخمسة الاخرين في كنيس بيت اسرائيل وذكر ان هناك 70 شخصا كانوا لا يزالون في المستشفيات اليوم الاحد بينهم ثلاثة في حال الخطر وسبعة اصاباتهم بالغة. وكانت اخر حصيلة للاعتداءين اشارت الى مقتل (20) واصابة (300) بجروح. ونقلت الاذاعة عن اميرة ارنون التى تتولى منصب القنصل الاسرائيلي العام في اسطنبول ان هذه الحصيلة الماساوية تؤكد المصير المشترك بين اليهود والمسلمين في تركيا. خطة دولية وقد دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى وضع خطة لمحاربة ما أسماه الإرهاب الدولي, قائلا في مؤتمر صحفي عقده في مطار إسطنبول لدى عودته من قبرص إن الطريقة التي نفذ بها الهجومان تدل على أنه أبعد من أن يكون محليا, مشيرا أن له أبعادا دولية. وكرر وزير الخارجية عبد الله غل القول نفسه قائلا إن الهجومين مرتبطان بما أسماه الإرهاب الدولي, موضحا أن الطريقة التي نفذا بها ليست مألوفة في تركيا، لكنه أكد أنه من المبكر جدا اتهام منظمة معينة بتنفيذ الهجومين اللذين استخدمت فيهما سيارتان مفخختان. من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أمس الى اسطنبول حيث يتفقد مواقع الاعتداء ويلتقي ممثلين عن الطائفة اليهودية التركية اضافة الى نظيره التركي عبدالله غول. وكانت الدولة العبرية عرضت السبت مساعدتها على السلطات التركية وارسلت مساء فريقا من سبعة مسعفين للبحث في انقاض المباني المدمرة عن ناجين او ضحايا وفق ما ذكرت وكالة انباء الاناضول. إدانات في هذه الأثناء تواصلت الإدانات الدولية للهجومين اللذين وقعا في منطقتي شيشلي وتقسيم وسط إسطنبول, إذ أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عن ذهوله لعدد الخسائر البشرية في الهجومين. وقال المتحدث باسمه في بيان إن الأمين العام يقدم تعازيه للحكومة التركية ولعائلات الضحايا, معربا عن رغبته في اتخاذ جميع الإجراءات للقبض على المنفذين وإحالتهم للقضاء. وأدان العاهل المغربي الملك محمد السادس الهجومين ووصفهما بأنهما أعمال إرهابية شنيعة، وذلك في برقية تعزية بعث بها إلى الرئيس التركي أحمد نجدت سيزار. وفي روما زار رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني أكبر كنيس في العاصمة حيث التقى المسؤولين عن الجالية اليهودية وقدم لهم تعازيه. وقالت وزارة الداخلية إن الحكومة الإيطالية تعزز الإجراءات الأمنية حول أماكن العبادة وغيرها من المواقع الحساسة. وزار رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي كنيس ميلانو شمال إيطاليا وقدم تعازيه باسم الاتحاد الأوروبي إلى الجالية اليهودية. وقال في ختام زيارة للحاخام الأكبر غيوسيبي لاراس لا توجد أوروبا من دون تسامح وهذه الحوادث تتعارض مع طبيعتنا الأوروبية. ودعا برودي الذي يزور إيطاليا حاليا لبدء حوار بين الأديان والثقافات التي بنت حضارة أوروبا. 6 يهود بين القتلى رافعة تبعد حطام سيارة بجوار المعبد