يتولى أكراد كان طردهم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين من كركوك في اطار سياسة تعريب المنطقة، ادارة معظم المؤسسات العامة في المدينة لكن العرب والتركمان والمسيحيين لا ينظرون بارتياح الى هذا الوضع. ويقر الكومندان دوغلاس فنسنت الناطق باسم الكتيبة 173 المجوقلة المتمركزة في المنطقة بأن لدى "بعض الاحزاب الكردية نوايا في كركوك" وتريد الاستقلال بكردستان غير انه اكد ان "ذلك لن يحصل". وفتحت ابرز الاحزاب الكردية ومن بينها "الاتحاد الوطني" و"الحزب الديموقراطي الكردستاني" مكاتب في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وتقع على بعد 225 كلم شمال بغداد. وقالت تركمانية تعمل في مقر الادارة المحلية ان "الاكراد هيمنوا على كل شيء". واضافت هذه السيدة التي طلبت عدم كشف هويتها ان "بعض المناصب المهمة أُسندت الى الاكراد الذين يبددون الثروات العامة بينما كان عرب او تركمان يتولون هذه الوظائف". وامام مقر المحافظة تظاهرت مدرسة مسيحية مع ثلاثين من زميلاتها. وقالت "تم تعييننا في مراكز خارج المدينة ليحل محلنا مدرسون اكراد داخل المدينة". وقالت سيدة عربية ان "مدير المدرسة التي تدرس فيها ابنتي كردي وقرر ان تعطى الدروس بهذه اللغة. ابنتي لا تتحدث الكردية ولا املك الامكانات لنقلها الى مدرسة اخرى". اما الشيخ عبدالفتاح الموسوي ممثل الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في كركوك فقال ان "حقوق العرب في هذه المحافظة انتهكت ليس بنسبة مئة في المئة فحسب، بل بنسبة مليون في المئة". واكد عادل مراد الناطق باسم "الاتحاد الوطني الكردستاني" ان "كركوك كردية تاريخياً. انها مدينتنا ودارنا". وزاد ان الاكراد لا يريدون "الانفصال ولا التسبب في اذى الآخرين ... لكن يجب ان يعود كل الذين طردوا الى اراضيهم". واضاف ان "الغاضبين هم اولئك الذين فقدوا مداخيلهم وامتيازاتهم" التي حصلوا عليها في ظل النظام السابق. وتابع "نحن لا نقول ان كركوك مدينة كردية نحن نقول ان كركوك جزء من كردستان". وقائد شرطة المحافظة الذي عينته قوات الاحتلال شيركو شاكر ورئيس جهاز الامن في شركة نفط الشمال غازي طالباني، كرديان. وتم انتخاب المحافظ الكردي للمدينة عبدالرحمن مصطفى في ايار مايو الماضي خلال اقتراع ندد به اعضاء المجموعات العرقية والدينية الاخرى في المدينة. وتضم ادارته ثلاثين عضوا بينهم 12 كردياً. حتى الشرطة أعاد الاميركيون تشكيلها ليحصل الاكراد على الغالبية فيها باتوا يشكلون 40 في المئة وعددهم 2200 شرطي، كما اوضح شاكر. واشار نائب المحافظ العربي اسماعيل الحديدي الى انه "حتى الآن لم تقع مشاكل بين الاكراد والعرب غير ان وجود المقاتلين الاكراد البشمركة في المدينة يمكن ان يسبب في وقوعها". ويؤكد قائد الشرطة ان هؤلاء المقاتلين لا يمكنهم دخول المدينة "من دون إذن التحالف". وقال فنسنت ان المقاتلين الاكراد الوحيدين الموجودين في كركوك "اندمجوا في صفوف الدفاع المدني". واضاف في محاولة لتوضيح سبب اللبس الحاصل ان "بعضهم لا يزال يرتدي الزي القديم في انتظار الحصول على زي جديد". وقالت ايما سكاي ممثلة التحالف في شمال العراق "صحيح ان المحافظ كردي وقائد الشرطة كردي وان الاكراد اكثر حضوراً في المجلس المحلي غير اننا نحاول عدم التركيز على قضية الأثنيات هذه".