حذرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير أصدرته أمس عن سوق الطاقة الدولية وتوقعات الطلب والإمدادات، من مخاطر الاضطرابات السياسية والعرقية والإرهاب على امدادات النفط، في وقت يشهد فيه العالم تزايداً في الطلب. وقالت الوكالة "إن الصين تقود زيادة الطلب الدولي الذي يمكن أن يصل إلى 300 ألف برميل يومياً السنة المقبلة، وان ينخفض الطلب على نفوط "أوبك" بمعدل 800 ألف برميل يومياً". أعلنت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري أمس أن الطلب على نفط منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" سينخفض 800 ألف برميل يومياً السنة المقبلة، نظراً إلى كون الزيادة في انتاج المنافسين ستتجاوز النمو المتوقع في الاستهلاك الدولي. وذكرت الوكالة أن الطلب على نفط "أوبك" سينخفض إلى 1.25 مليون برميل يومياً حتى على رغم التعديل بالخفض، لتوقعات نمو الانتاج من خارج منظمة "أوبك" وعلى رغم الطلب المتنامي في الصين وما أحدثه من زيادة في الطلب المتوقع على النفط. وأفاد التقرير، ان الانتاج الراهن ل"أوبك" مرتفع بشكل لن يسمح بحدوث السحب الموسمي المتوقع من المخزونات في الشهور المقبلة الذي تقول "أوبك" انها تعول عليه لإبقاء أسعار النفط مرتفعة. وقال التقرير: "سينخفض الطلب بواقع 800 ألف برميل يومياً سنة 2004 إلى 23.4 مليون برميل يومياً في الربع الثاني". ويقل الطلب المتوقع على نفط "أوبك" السنة المقبلة كثيراً عن تقديرات الوكالة لانتاج المنظمة في تشرين الأول اكتوبر البالغ نحو 2.27 مليون برميل يومياً. وخفضت "أوبك" سقف الانتاج 900 ألف برميل يومياً، إلى 5.24 مليون برميل يومياً، اعتباراً من أول تشرين الثاني نوفمبر لاستيعاب الزيادة في انتاج العراق بعد الحرب. وذكرت الوكالة: "على افتراض نمو الصادرات العراقية بما يراوح بين 300 و400 ألف برميل يومياً على مستواها الشهر الماضي البالغ 1.2 مليون برميل يومياً، قد يصل اجمالي انتاج المنظمة في الربع الأخير من السنة الجارية في المتوسط إلى 27 مليون برميل يومياً". ولا يزال التقدم في إعادة امدادات النفط العراقي إلى مستوياتها قبل الحرب مصدر شك رئيسي، وقد يؤثر، إلى حد كبير، في عملية اتخاذ القرار في "أوبك" في الشهور المقبلة. وذكرت ان الشكوك السياسية قد تدفع انتاج "أوبك" إلى التراجع عن المستويات المتوقعة. وقالت وكالة الطاقة إن الاضرابات والاضطرابات العرقية لا تزال تحوم في الأفق في نيجيريا ولا تزال هناك أسئلة مثارة في شأن البرنامج النووي لإيران والعقوبات المحتملة، والإمدادات الفنزويلية عرضة للتعديل نزولاً، كما أن توقيت استئناف الصادرات العراقية لم يتضح بعد. وعن المخزون، ذكرت الوكالة، ان مخزونات النفط في الدول الصناعية ارتفعت بشدة في أيلول سبتمبر بفضل ارتفاع مخزون المنتجات المكررة قبل حلول فصل الشتاء. وقالت في تقريرها: "ارتفع اجمالي المخزونات في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 910 آلاف برميل يومياً في أيلول إلى 2590 مليون برميل، أي بزيادة 23 مليون برميل على العام الماضي". وقال التقرير إن المخزونات ارتفعت في الربع الثالث بمقدار 770 ألف برميل يومياً بفضل ارتفاع مخزون المشتقات. ويبلغ الطلب على بعض المشتقات مثل وقود التدفئة ذروته في فصل الشتاء في نصف الكرة الأرضية الشمالي. وذكر التقرير أن اليابان استمرت في زيادة مخزون الكيروسين والمؤشرات الأولية تظهر ان المخزون بلغ ذروته في تشرين الثاني قبل حلول فصل الشتاء، وارتفعت مخزونات وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة يدعمها ضعف الطلب وارتفاع الواردات. وعلى رغم الزيادة، لا يزال المخزون أقل بمقدار 50 مليون برميل عن متوسطه في الاعوام الخمسة الماضية. وان مخزونات النفط الخام لدى الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي استقرت تقريباً من دون تغيير في ايلول وللربع الثالث على التوالي، اذ كانت تقل بنحو 11 مليون برميل عن متوسط الاعوام الخمسة الماضية. وارتفعت مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة بينما انخفضت في أوروبا. واشار التقرير الى ان مخزونات البنزين ارتفعت في دول المنظمة في ايلول على غير المتوقع في هذه الفترة من العام. واشارت الوكالة الى ان الطلب الدولي على النفط ينمو بمعدل اسرع من المتوقع هذه السنة بفضل ارتفاع معدلات الاستهلاك في الصين. وعدل التقرير توقعاته لنمو الطلب الدولي على النفط هذه السنة بالزيادة بمقدار 170 ألف برميل يومياً الى 1.28 مليون برميل يومياً أي بزيادة نسبتها 1.7 في المئة عن عام 2002. وذكرت الوكالة، وهي هيئة استشارية للدول الصناعية الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وعددها 26 دولة، انها رفعت ايضاً توقعات نمو الطلب الدولي في السنة المقبلة بمقدار 20 ألف برميل يومياً الى 1.08 مليون برميل يومياً متوقعة ان يصل اجمالي الطلب الى 79.63 مليون برميل.