هبطت أسعار النفط أمس بعدما أظهرت بيانات زيادة في مخزون الخام الأميركي، في حين أعلنت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) ارتفاع إنتاجها على رغم تعهدها بخفضه. ونزل خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 64 سنتاً إلى 48.08 دولار للبرميل، بعدما نشرت «وكالة الطاقة الدولية» تقريراً يفيد بأن من المتوقع أن يفوق نمو إمدادات النفط في العام المقبل زيادة متوقعة في الطلب ستدفع الاستهلاك العالمي فوق 100 مليون برميل يومياً للمرة الأولى. وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 50 سنتاً إلى 45.96 دولار للبرميل. إلى ذلك، أشار تقرير صادر عن وكالة الطاقة إلى أن إمدادات النفط في العام المقبل ستفوق زيادة الطلب، مؤكداً أن «الإنتاج من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول سينمو في 2018 بمثلي وتيرة العام الحالي الذي قررت فيه «أوبك» و11 دولة شريكة تقييد الإنتاج». وأفادت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً، بأن «في ما يخص إجمالي الإنتاج من خارج أوبك، نتوقع أن ينمو الإنتاج بمقدار 700 ألف برميل يومياً هذه السنة، و1.5 مليون برميل يومياً في العام المقبل، ما يفوق بقليل الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي». وزاد مخزون النفط في معظم الدول الصناعية في أنحاء العالم في نيسان (أبريل) بمقدار 18.6 مليون برميل إلى 3.045 بليون برميل بفضل ارتفاع إنتاج شركات التكرير والواردات. ولفتت وكالة الطاقة إلى أن «المخزون يزيد على متوسط خمس سنوات بواقع 292 مليون برميل». وما زالت الوكالة تتوقع عجزاً ضمنياً في الإمدادات بالنسبة إلى الطلب في الربع الثاني من السنة. لكنها تؤكد أن تباطؤ نمو الطلب في الصين وأوروبا خصوصاً، وكذلك زيادة الإمدادات، يعنيان أن العجز سيتقلص إلى 500 ألف برميل يومياً مقارنة بتقدير سابق بواقع 700 ألف. وأضافت الوكالة: «كنا ننصح بالحاجة إلى التزام الصبر من جانب أولئك المتطلعين إلى استعادة سوق النفط توازنها، وتقودنا البيانات الجديدة إلى تكرار الرسالة». ولفتت إلى أن «المخزون قد لا ينخفض إلى المستوى المطلوب حتى قرب نهاية الاتفاق في آذار (مارس) 2018، بناء على توقعاتنا الحالية لعامي 2017 و2018، وفي ضوء التصور الذي يقول إن دول أوبك ستواصل الالتزام باتفاق الإنتاج». ويعد ارتفاع الإنتاج من الولاياتالمتحدة أحد العوامل الرئيسة التي تكمن خلف مستويات المخزون المرتفعة، وتقدر وكالة الطاقة أن الإنتاج الأميركي سيواصل النمو بقوة في العام المقبل. وأكدت أن «توقعاتنا الأولية لعام 2018 تشير إلى أن إنتاج الخام الأميركي سينمو 780 ألفاً على أساس سنوي، لكن نظراً لطبيعة حركة هذا القطاع الاستثنائي (...) من الممكن أن يكون النمو أسرع». وجرى تعديل توقعات إجمالي إنتاج النفط الأميركي للعام الحالي بالرفع بمقدار 90 ألف برميل يومياً، إلى متوسط يبلغ 13.1 مليون برميل يومياً بعد إضافة مزيد من الحفارات وزيادة الإنفاق. وزاد إنتاج الخام من دول «أوبك» في أيار بمقدار 290 ألف برميل يومياً إلى 32.08 مليون برميل يومياً ليسجل أعلى مستوى في 2017 بعد ارتفاع الإنتاج في ليبيا ونيجيريا المعفيتين من اتفاق خفض الإنتاج، لكنه يظل ضمن حدود الاتفاق. وأشارت الوكالة إلى أن «إنتاج أوبك من النفط انخفض بمقدار 65 ألف برميل يومياً بالمقارنة مع أيار 2016، وزاد إنتاج الدول غير الأعضاء في المنظمة بواقع 295 ألف برميل يومياً على أساس شهري في أيار إلى 57.8 مليون برميل يومياً، بارتفاع قدره 1.25 مليون برميل يومياً مقارنة بالفترة ذاتها قبل سنة». في سياق منفصل، أكدت مصادر مطلعة في قطاع النفط إن «بتروناس» الماليزية بصدد طرح أحد خاماتها النفطية للبيع في بورصة دبي للطاقة، ما يجعل الشركة المملوكة للدولة أول شركة تبيع نفطاً من خارج الشرق الأوسط على منصة التداول. وأضافت المصادر أن «بتروناس تخطط لطرح شحنات من خامها النفطي كيمانيس الشهر المقبل للتحميل في أيلول (سبتمبر)». وأشارت وثائق بورصة دبي للطاقة، التي تم تحديثها في حزيران ونشرت على الموقع الإلكتروني للبورصة، إلى أن «بتكو الذراع التجارية لبتروناس تتطلع إلى بيع خام كيمانيس على منصة دبي». يأتي هذا التحرك وسط ارتفاع إنتاج خام «كيمانيس»، إذ من المتوقع أن تزيد شحنات تحميل آب (أغسطس) إلى 12 شحنة حجم كل منها 600 ألف برميل لتسجل مستوى قياسياً. إلى ذلك، وقعت شركة «بتروفاك» اتفاق شراكة تستمر على مدار خمس سنوات مع «شركة نفط الكويت»، تقوم بمقتضاه بتوفير خدمات التدريب الفني المتخصص، وتطوير كفاءات فرق العمل. وقامت شركة «بتروفاك» بتأمين العقد الذي تقدر قيمته بأكثر من 35 مليون دولار من خلال مناقصة، وبدأ سريان العقد فور توقيعه. ومن المنتظر أن يقوم فريق الخدمات التدريبية التابع لقسم الخدمات الهندسية والإنتاج في شركة «بتروفاك»، بمباشرة مهام أعماله من الكويت.