سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء الفلسطيني يعرض اليوم حكومته "الضيقة" على المجلس التشريعي طالباً الثقة . اسرائيل ترفض عرض قريع وقفاً متبادلاً للنار والعودة الى طاولة المفاوضات لتنفيذ "الخريطة"
رفضت اسرائيل عرضاً تقدم به رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد احمد قريع ابو علاء يقضي بالتوصل الى وقف متبادل لاطلاق النار والعودة الى طاولة المفاوضات، واضعة بذلك المزيد من العراقيل امام مهمة الوزارة الفلسطينية التي تقرر ان تعرض على المجلس التشريعي الفلسطيني للمصادقة عليها بصفتها "حكومة ضيقة" خلافاً لما اعلن في السابق من أنها ستكون "حكومة طوارئ" وذلك لمنحها مجالاً اوسع في تنفيذ برنامجها السياسي الذي سيطرح ايضاً للثقة في جلسة خاصة تعقد اليوم الخميس. وعلمت "الحياة" ان خمسة اطباء مصريين وصلوا الى رام الله امس. وشوهد الاطباء الخمسة في فندق "غراند بارك" في المدينة وعندما سأل الصحافيون امين سر الرئاسة الطيب عبدالرحيم عن طبيعة مهمة هؤلاء الاطباء اجاب بالقول انها تأتي في "اطار زيارة مجاملة". حسمت الحكومة الفلسطينية أمرها باتجاه طرح تشكيلتها وبرنامجها السياسي للثقة امام المجلس التشريعي، وذلك بعد جدل قانوني استمر ثلاثة ايام حول شرعية اقامة "حكومة طوارئ" في شظل حالة الطورائ التي اعلنها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في اعقاب عملية حيفا التفجيرية. وقررت الحكومة في اجتماعها الثاني خلال اقل من اربع وعشرين ساعة منذ اداء اعضائها اليمين الدستورية أمام الرئيس ظهر الثلثاء ان يقدم رئيس الوزراء احمد قريع ابو علاء الحكومة على انها حكومة عادية تتكون من ثمانية وزراء على ان يصار الى توسيعها خلال شهر. واعلن امين سر المجلس التشريعي روحي فتوح ان المجلس سينعقد اليوم الخميس في حال تمكن اعضاء المجلس من محافظاتالضفة الغربية من الوصول الى رام الله حيث مقر المجلس الموقت لمناقشة البيان الحكومي الذي يتلوه "ابو علاء". واعلنت الاذاعة الفلسطينية ان الرئيس عرفات سيلقي خطاباً افتتاحياً للجلسة التي ستعقد اولا في مقر المقاطعة قبل ان تنتقل الى مقر المجلس الموقت لمناقشة التشكيلة الحكومية ثم التصويت عليها. واشار وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث في ختام اجتماع الحكومة في مقر رئاسة مجلس الوزراء الى ان اللقاء تناول البيان الحكومي وكيفية عرض الحكومة الجديدة امام المجلس. وكان الرئيس الفلسطيني اجتمع مع اعضاء كتلة "فتح" في المجلس التشريعي مساء الثلثاء للبحث في موقف الكتلة التي تشكل غالبية في المجلس من الحكومة الجديدة حيث تقرر في النهاية طرحها على أساس انها "حكومة ضيقة"، سيما وان الدستور الفلسطيني لا يتضمن أي اشارة الى امكان تشكيل "حكومة طوارئ". وأعقب هذا اجتماع آخر لاعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" دُرست خلاله الخيارات المتاحة في هذا الشان. وكان وزير الداخلية الجديد اللواء نصر يوسف اشترط مشاركته في الحكومة وأداء اليمين الدستورية بتمرير الحكومة على المجلس التشريعي لاضفاء الشرعية الدستورية والغطاء المطلوب من جانب حركة "فتح" على الاقل لتنفيذ برنامج الحكومة الذي يشمل في صلبه سبل التوصل الى وقف للنار او ما تسميه فصائل المقاومة "وقف الانتفاضة"، ما يعني اتخاذ اجراءات وصفت ب"القاسية" بحق هذه الفصائل. وتحدثت مصادر في المعارضة الفلسطينية عن تخوفها ازاء ما يمكن ان تنفذه الحكومة الجديدة من اجراءات في ظل اللواء يوسف، مذكرة بأنه قاد سلسلة من الاجراءات ضد حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" في العام 1996 في اعقاب موجة من العمليات التفجيرية داخل الخط الاخضر. غير ان رئيس الوزراء الفلسطيني "ابو علاء" أكد في تصريحات متعددة ان الحكومة "لن تخوض حرباً أهلية" وانه سيصغي الى "المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وليس للاميركيين". واشار الى انه سيواصل الحوار مع فصائل المقاومة للتوصل الى وقف للنار يمنحه ورقة تفاوضية مع الاسرائيليين لابرام اتفاق متبادل لهدنة تفتح الطريق امام تطبيق خطة "خريطة الطريق" والتفاوض من اجل تسوية سياسية مع اسرائيل. وجدد "ابو علاء" في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية دعوته الاسرائيليين الى اتفاق لوقف اطلاق النار مؤكدا استعداده للبدء فورا في مفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وسارعت اسرائيل الى التشكيك ورفض مبادرة "ابو علاء"، معتبرة اياها "مناورة لاضفاء الشرعية على حكومته"، حسب تعبير وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم. واعتبر شالوم في تصريحات نسبت اليه خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية ان "ابو علاء" يسعى الى "وقف موقت لاطلاق النار للحصول على شرعية لحكومته، واستفاد من غلطة سلفه ابو مازن الذي ادار العالم، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، ظهره له ويريد ان يكسب تأييد المجتمع الدولي ويلقي بالمسؤولية على اسرائيل". وتابع شالوم: "ابو علاء لم يتخذ قراراً استراتيجياً بمكافحة "الارهاب" وتدمير البنية التحتية للتنظيمات الفلسطينية". الى ذلك، نفى مسؤول فلسطيني أ ف ب رفيع المستوى امس ما ذكرته صحيفة "ذي غارديان" البريطانية من ان الرئيس عرفات اصيب الاسبوع الماضي بأزمة قلبية خفيفة، مؤكداً انه اصيب بنزله معوية حادة وهو يتماثل للشفاء الآن. وقال المسؤول: "ما نشرته اليوم الاربعاء صحيفة ذي غارديان البريطانية عن ان الرئيس ياسر عرفات تعرض لازمة قلبية الاسبوع الماضي غير صحيح وكذب وعار عن الصحة". واكد المسؤول ان "الرئيس ياسر عرفات تعرض الاسبوع الماضي لنزله معوية حادة وبدأ الآن يتماثل للشفاء، وضغط الرئيس 120 على 80 اي المعدل الطبيعي". وذكرت صحيفة "ذي غارديان" امس نقلا عن أحد المقربين من عرفات ان الرئيس اصيب الاسبوع الماضي بأزمة قلبية خفيفة ولكن الخبر لم ينشر لعدم "اشاعة الفوضى".