اختتمت في سلطنة عُمان أمس أول انتخابات يشارك فيها كل من يحق لهم الاقتراع في البلاد، وسط توقعات بفوز نسبة كبيرة من الشباب في انتخابات مجلس الشورى التي تعلن نتائجها اليوم. وشهدت مراكز الاقتراع اقبالاً مرتفعاً بين 262 ألفاً سجلوا أنفسهم في سجلات الناخبين. واقيمت مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء في ولايات البلاد ال59. وتنافس على المقاعد 509 مرشحاً بينهم نسبة ضئيلة من النساء بلغت 15 مرشحة. وكان متوسط عدد المرشحين في دوائر المدن أكثر ارتفاعاً منه في الريف وعرض بعض المرشحين الذين لا يحق لهم دخول مراكز الاقتراع إلا للإدلاء بأصواتهم، سيراً ذاتية وبطاقات شخصية في عدد محدود من المراكز. ولم تتوفر للمرشحين فرص عرض برامج أو عقد لقاءات موسعة، ورد مسؤولون ذلك إلى ان المجتمع يعرف بعضه بعضاً ويتميز بالانفتاح. وقال المرشح محمد عبدالله الرواس ل"الحياة" أمام مركز الاقتراع: "نعتبر أنفسنا فائزين في كل الأحوال" لحداثة التجربة ونجاحها. ولاحظ فقدان بعض البطاقات واخطاء في بعضها، لكنه أكد أن تجربة استخدام الكومبيوتر في كل عملية الاقتراع والفرز سهلت العملية الانتخابية. وعزا بعض المعلقين عزوف أعداد من العُمانيين عن التسجيل للانتخابات إلى طبيعة المهمات الموكلة إلى المجلس الذي يقدم المشورة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، وردها آخرون إلى حداثة التجربة. ولوحظ تزايد أعداد المرشحين من الشباب مقارنة بالمجالس السابقة. وكان المجلس السابق اختير بواسطة 25 في المئة فقط من السكان. وجرت عملية الاقتراح في مراكز زارتها "الحياة" في سهولة ولم تلاحظ مشاكل كبيرة تعرقل سير العملية التي استمرت 12 ساعة وانتهت في السابعة مساء. وبدأت عملية فرز الأصوات في مقرات الولايات بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع، في حضور المرشحين ومن يمثلونهم وتحت اشراف قضاة، وهي خطوة اضيفت للمرة الأولى الى انتخابات مجلس الشورى. ويمثل المجلس احدى غرف مجلس عمان الذي يضم ايضاً مجلس الدولة وهو معين بالكامل من الشخصيات ذات المساهمة العامة في الحياة العمانية. ولوحظ ارتفاع الاقبال بين العمانيات اللاتي يمثلن ثلث عدد الناخبين المسجلين، وترشحت 15 امرأة في الانتخابات وسط توقعات بارتفاع العدد عن اثنتين كن عضوات في المجلس السابق. وتميزت انتخابات مجلس الشورى هذه المرة بالاستخدام المكثف للتقنيات الحديثة بدءاً بالقراءة اللالكترونية للبطاقة الشخصية واعداد لوائح المرشحين التي يمكن فرزها من خلال اجهزة الكومبيوتر، الأمر الذي يتوقع ان يؤدي الى اختصار عمليات الفرز مثلما ساهم في اختصار اجراءات الاقتراع. وعلقت في وقت متقدم من مساء أمس النتائج الأولية في مقرات الولاة بعد اعتمادها من القاضي، وتولت لجنة الانتخابات تجميع هذه النتائج بهدف اعلان النتائج النهائية ظهر اليوم الاحد. وسيفتح باب الطعون لمدة 15 يوماً. وتولى قضاة طوال ليلة امس مراجعة استمارات رفضتها اجهزة الكومبيوتر لاتخاذ قرار نهائي بشأنها. وقال وزير الداخلية العماني سعود بن ابراهيم البوسعيدي الذي اشرفت وزارته على الانتخابات ان عملية الفرز في دورة مجلس الشورى الخامس "اختلفت عن الدورات السابقة كونها تمت بشكل آلي". وأوضح ان قاضياً يتولى رئاسة لجنة الفرز وله الحق في التدخل في العملية اذا ارتأى ان الفرز الآلي لم يسر بالشكل المطلوب "وله الحق في الاطمئنان الى صحة النتيجة، وفي حال شكه في أي أمر يستطيع إعادة الفرز يدوياً، للتأكد من مدى صحة عملية الفرز في مركزه". وسألت "الحياة" المرشح مبارك بن مسعود الشبلي عن الطريقة التي يتابع بها الاقتراع فقال: "لم نترك مندوباً رسمياً، لكن المحبين والمشجعين يقومون بالواجب. نحن في مجتمع صغير والمرشحون معروفون". وعدد في رد على سؤال ثلاثة أسباب للعزوف الشعبي عن التسجيل للانتخابات هي ان "صلاحيات المجلس لم تف بإعطاء المواطن الثقة في المجلس، والطمس الإعلامي لما كان يقوم به المجلس بالفعل، كما أن المواطن ربما لم يوفق في اختيار مرشحين مؤهلين ولذلك كان أداء المجلس متواضعاً". وأعرب عن أمله في "أن تتسارع وتتلاحق تطورات العملية الديموقراطية". واعتبر المرشح صالح الجسي ان "الشباب رحب بالمشاركة، وربما كان البعض يريد مساحة أكبر"، واعتبر ان العملية الانتخابية تمت بصورة أفضل من الماضي.