} يتوقع أن تعلن اليوم نتائج انتخابات مجلس الشورى العُماني الذي انتقل إلى مرحلة جديدة، إذ أن الحكومة لم تشارك في اختيار نصف المرشحين، كما فعلت في السابق. اقترع العُمانيون أمس في ولايات السلطنة ال59 لانتخاب أعضاء مجلس الشورى الرابع، للمرة الأولى من دون تدخل حكومي. وتراوح الإقبال على صناديق الاقتراع بين متوسط ومرتفع صباحاً، فيما كان متوقعاً أن تغلق المراكز الانتخابية في الساعة السابعة مساء، بعد 12 ساعة على بدء استقبال المواطنين الذين تتجاوز أعمارهم سن ال21. ويتوقع أن تعلن اليوم نتائج التصويت، على أن يفتتح المجلس الجديد دورته في بداية عام 2001. وبذلك، وبعد نحو عشر سنين من عمر مجلس الشورى، ينتقل إلى مرحلة متميزة، كون الحكومة لم تشارك في اختيار نصف المرشحين، وكون الناخب اقترع للمرشح على مستوى البلد وليس الولاية أو المحافظة. وبدأ مساء أمس فرز الأصوات في كل ولاية من خلال اللجان الانتخابية وبحضور المرشحين الذين بلغ عددهم 550 بينهم 21 امرأة. وانخفض عدد الذين تسلموا بطاقاتهم الانتخابية من 175 ألفاً إلى 114567، يستبعد أن يكونوا شاركوا جميعاً في التصويت. ولوحظ في بعض المراكز إقبال واسع من النساء، كما في مدرسة حفص بن راشد، حيث تدافعت الناخبات فسمح لبعضهن بالاقتراع في قاعة الرجال. ولم تترشح أي امرأة في ولاية مطرح، حيث كان الإقبال كثيفاً في الصباح، كما في مركز ولاية بوشر. وفي ولاية السيب كان الإقبال متوسطاً صباحاً، وتوزع بالتعادل بين الرجال والنساء. وكتبت على صناديق الاقتراع عبارة "وأمرهم شورى بينهم"، أما البطاقة الانتخابية فبيضاء اللون ادرج فيها الاسم الرباعي لمن يحق له التصويت فوق سن ال21 واسم قبيلته. رئيس اللجنة الانتخابية في ولاية مطرح اعتبر ان "ليس عيباً تسجيل اسم القبيلة، وهو لمجرد التعريف كاسم العائلة. العيب هو في تفضيل قبيلة على أخرى". وسئل كم عدد قبائل عُمان، فأجاب: "يصعب احصاؤها. مع البطون هناك عشرات الآلاف". ورداً على سؤال ل"الحياة" قال الدكتور حمد بن هاشم الذهب إن السلطنة لم تدعُ مراقبين دوليين لحضور الانتخابات "لكن أبوابنا مفتوحة لمن يرغب" في الرقابة ليشهد على نزاهة التصويت. وفي مدرسة "فيض المعرفة" في ولاية بوشر، سألت "الحياة" الناخبة مروة عبدالله الريامي هل ستقترع لرجل مرشح أم لمرشحة، فأجابت ان "المرأة قد تعبر أكثر عن طموحات النساء"، مشددة على أن أي ناخب يختار عادة من يعرفه أو تربطه به صلة كالقرابة. ورأت أن التزوير صعب و"شراء الأصوات أكثر صعوبة، لأن المجتمع صغير جداً ومحافظ، والكل يعرف الكل". ناخبة أخرى في مدرسة شمساء الخليلي اختارت التصويت لسامية بن عبدالله البحراني لأنها "على دراية بالحقل العام وعملت عشرين سنة في ديوان البلاط السلطاني". أحد الناخبين لخص مواصفات المرشح "الأصلح" ب"الدراية، وبأن يكون متحدثاً جيداً، نشيطاً وله ثقة بالحكومة" وفي صلالة سُجل إقبال واسع على التصويت، أما في مركز ولاية سمائل في المنطقة الداخلية، فكانت وتيرة الإقبال حتى منتصف النهار هادئة، علماً أن بعض الناخبين توجه إلى مركز الاقتراع في السادسة والنصف صباحاً. وانتظر آخرون مجيء المرشح لاستكمال العملية، ومن ثم الذهاب مجموعات إلى "وليمة" الغداء يوم الانتخاب. وفي سمائل لوحظ ان معظم المرشحين من شيوخ القبائل، ومعهم صحافي، من دون مرشحات. أما عدد الناخبات فكان بحسب اللوائح أكثر من تسعمئة، انخفض مئات عند صناديق الاقتراع. وأما الشريحة الأوسع لجهة المشاركة في التصويت فتنحصر في صفوف المدرسين والمدرسات، وبعضهن يعتبر الاقتراع الآن "بروفة" للتمرين على الترشيح في دورات مقبلة لعضوية مجلس الشورى. وبموجب القانون لم يسمح بالاقتراع أو الترشح للعسكريين والعاملين في وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية الشرطة والأمن الداخلي.