مسؤول حزبي في الجنوب اللبناني قال: إن كل التغيرات تشير الى قرب المواجهة مع العدو الصهيوني. دعا المسؤول الى الاستعداد. أما آن الأوان لهذا الجنوب اللبناني أن يرتاح؟ أكثر من نصف قرن من المعاناة، ودوامة القهر وإهمال للسلطة، والغطرسة الاسرائيلية، وفوضى الأحزاب وقطعان الميليشيات التي تسرح في حقوله وجروده، ومن العنتريات الكلاشنيكوفية وإم سكستين. بوابة مفتوحة على الصراعات الإقليمية والمحلية، وحقل تجارب للمتمرنين والمتدربين على الرماية بين الكاتيوشا والآر بي جي. أرض مزروعة بالألغام والنار حصادها أرواح من الأبرياء وغير الأبرياء. شعب ينام على انتصار فريق ويفيق على هزيمة آخر. لاجئ في الملاجئ. ضائع بين يسار يحلم بالثورة ويمين يحلم بالثروة. لا يهمه نص لم يصنعه، ولا تهمه هزيمة لم يقترفها. يعنيه من الحياة تحصيل لقمة ينتصر بها على الفقر والهجرة، وتغنيه عن التسكع على أبواب رؤساء العصابات المرتزقة، والاستجداء على عتبات الأولياء المزعومين. مطلوب منه الصبر من دون فرج، وصمود من دون إرادة ولا مقومات. لا زرع ولا مصنع ولا مرعى. مدرسته من غير تلاميذ. وشمسه من غير سنابل، وأمطاره بلا نبات. أسره المتلاحمة فككتها مطارق الأحزاب. الأب في حيرة بين أولاد اختلطت عليهم الأمور، فواحدهم مجبر لا بطل. وأم أدمت قلبها غربة أولادها، وزاغت عيناها في رصد قطار بناتها الذي لم يصل بعد، وقد لا يصل. بطالة عمرها من عمر القهر، مزمنة كالمرض. تهريب وسمسرة وإعاشات. سجن وحصار وحواجز. غيره يحتفل بالنصر، وليس من نصيبه غير الهزيمة. مهزوم في الهزيمة ومهزوم في النصر. ألا تكفيه عقود الانتظار؟ فرنسا - عادل محبوبة لبناني مقيم