يتساءل متابعو كرة القدم اللبنانية عما سيحمل الموسم الجديد في طياته مع انطلاق المرحلة الأولى اليوم من بطولة الدوري العام ال43، في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تكابدها الأندية والمتفاقمة تدريجاً منذ سنوات عدة. وما زاد "الإمعان" في هذه "الضائقة" الاستمرار في دفع ثمن الانكسار التراكمي منذ أن رُفعت أسعار اللاعبين المحليين في شكل عشوائي في أحيان كثيرة، والاكتفاء بال"جود من الموجود" وفق الموازنات المتواضعة المتوافرة لاختيار الأجانب سعياً الى سد فراغ في أحد المراكز الميدانية، غالباً ما يكون كمن يلاحق طواحين الهواء أو بحيرة ماء في الصحراء. وفي ظل "سياسة لحس المبرد"، رفعت الأندية الصوت، وحجمه عالٍ هذا الموسم، خصوصاً أن صناديقها خاوية، وقد "فضحها" البيان المالي لاتحاد اللعبة الذي كشف ان مداخيل الدوري الماضي لم تتجاوز 871 مليون ليرة نحو 520 ألف دولار وهناك عشرة أندية مدينة، ولم ينجُ من هذه "الكأس" سوى النجمة والتضامن صور. وعلى رغم ذلك، شمّرت الأندية عن سواعدها في ضوء الإمكانات المتاحة، وباشرت الاستعداد للموسم الجديد، وبعضها قبل أسابيع قليلة منه ريثما كانت رتبت أحوالها الداخلية ومقدراتها الانفاقية. من هنا تبدو غالبيتها غير مستعدة كما يجب وتعول على المراحل الأولى من المنافسة ليدخل عناصرها "الفورمة المطلوبة"، ومن ضمن تشكيلاتها 23 أجنبياً من قبرص وترينيداد وتوباغو والعراق وسورية وأرمينيا والبرازيل ونيجيريا وكرواتيا وسيراليون والسنغال وصربيا، ومستوى أكثريتهم ما فوق الوسط بقليل. والى ضيق ذات اليد التي أخّرت الاستعداد وعرقلت تنفيذ البرامج المثالية، يشكو عدد من الأندية من تأخير الاتحاد في إعلان البرنامج، ويدعو الى ضرورة ضبط ذلك، ليرسم كل منها خططه للمستقبل. واللافت ان الموسم الجديد يصادف مع خوض المنتخب الأول تصفيات كأس آسيا، والمنتخب الأولمبي الدور النهائي القاري ضمن التصفيات الأولمبية. وفي استعراض سريع لأوضاع الفرق وعلى رأس سبعة منها مدربون أجانب، يبدو النجمة الساعي الى استعادة اللقب الأفضل، لا سيما بعدما استقرت اركانه الإدارية وتأمنت الموازنة التي تفوق مليون دولار للمحافظة على بريقه... ويؤازره جمهوره الأكبر وهو فاكهة الملاعب. "ويكابر" أولمبيك بطل الدوري وحامل الكأس على أحواله المادية المتأثرة بأزمته المالية، وذخيرته وفرة النجوم المحليين الذين "اصطادهم" في الموسم الماضي، و"تطوع" أجانبه للدفاع عن اللقب وخوض المشاركة الخارجية الأولى المتمثلة بدوري أبطال العرب، ويواصل العهد "بناء" الصورة التي ستظّهر لاحقاً وبعدما بات رقماً صعباً في المعادلة. ويتابع الأنصار المراهنة على "مخمر" شبابه الواعد، وقد رفّع ستة منهم الى الفريق الأول، سعياً الى احتكار الألقاب واستعادة امجاد العقد الماضي. وتبدو تشكيلة التضامن صور مقبولة، وعاد مدربه العراقي واثق ناجي ليرسخ "ابجدية الفنيات مع تلامذة تخطوا المرحلة الابتدائية". ويعوّل الصفاء على تماسك تشكيلته ونضجها، ويندفع الهومنتمن العائد الى الأضواء مرتكزاً على رصيده الكبير وجمهوره وسجله العريق. ولا يعوض الإعداد الهادئ والاستقرار الفني الصعوبات المادية عند شباب الساحل. وهي "الطامة" التي ابتلى بها الحكمة الذي كان منذ موسمين يحوم حول اللقب. وهو يعوّل حالياً على "وفاء" عناصره الصامدة. ويحدو السلام والمبرة أمل الارتقاء التصاعدي شرط الابتعاد من دائرة الخطر التي تذوقاها الموسم الماضي. أما طموح الهومنمن فيصطدم بضيق ذات اليد، ما يجعله عرضة للاحتجاب من جديد. ميدانياً، تفتح المرحلة الأولى بلقاء الحكمة والتضامن صور، وينتظر ان تكون مباراة النجمة والهومنتمن حاشدة في صيدا. ويستضيف الصفاء شباب الساحل غداً، والهومنمن أولمبيك، والسلام العهد، ويلعب المبرة مع الأنصار في صيدا.