من بين العروض السورية في رمضان المقبل مسلسل "ايامنا الحلوة" وهو عمل يشكل "نقلة نوعية" في الدراما السورية، انتهى المخرج هشام شربتجي من تصويره وسيعرض على المحطات الفضائية العربية. تدور احداث المسلسل في حارة من الأحياء العشوائية التي نمت في محيط دمشق، وتحتضن اسرة فقيرة مع اربعة شبان يتماهون في الحارة اسماً ومكاناً وعلاقات كما يتماهون مع المجتمع في الحاجات والطموح، ولكن اداءهم الحياتي يجيء مبنياً على المتاح من الأدوات التي توفر آلية القيم المحدثة في المجتمع حيث القاعدة المعمول بها هي التركيز على ايجاد الحلول اليومية للمشكلات وتأجيل المستقبلي بينها الى أوانه، إذ ان الثقة هنا راسخة بأن ما يتحكم بالمستقبل هو المصادفة او الحظ او العبث او النزوة او الواسطة... الخ. تطلعات يعالج المسلسل آفاق الشباب العربي العصري وتطلعاته في الوصول الى اهدافه التي اصبحت صعبة التحقيق، فعلى سبيل المثال، عماد الأخ الأكبر يعمل ليل نهار من اجل ان يعيل أسرته آملاً بالفرج مع تخرّج شقيقه الأوسط في كلية الحقوق، ولكن هذا التخرج الذي يبدو مثل وعد بالخلاص، لن يأتي ابداً، لأن صباح لا يفكر إلا بنفسه وهو شاب وسيم يضع نصب عينيه اهدافاً بعيدة من تلك التي يأملها اخوه ولا يفكر إلا بنفسه وكيفية الخروج من الحارة والوصول الى "فوق". وستكون وسيلته في ذلك تقليدية الى ابعد حد "شريعة الغاب" عبر إزاحة كل ما يعترض السبيل حتى ولو كانت اخته اميمة التي تزوجت من شاب ارتكب جريمة قتل لا يكون مسؤولاً فيها عن شيء امام القانون، إذ استأجر مجرماً يقوم بالعمل نيابة عنه. وبين السجن والجرائم والوصولية والغنى والفقر وقوى الفساد ومحاربته ومشكلات العصر وبراءة اختراع "المصاري بالملايين" تدور احداث "ايامنا الحلوة". والمسلسل من بطولة كاريس وباسل الخياط ونادين وثراء دبسي ويارا صبري وعبدالمنعم عمايري ومانيا نبواني وكثر غيرهم. السيناريو لحسن سامي يوسف ونجيب نصير. ويقول المخرج شربتجي عن هذا العمل: "ان الدراما الاجتماعية تحتاج الى نظرة شاملة للعمل ككل ومن ثم تبدأ التفاصيل بكل صغيرة وكبيرة عكس الكاتب الدرامي الذي يكتب الجزئيات ليصل الى الكل في النهاية، وهذا يتبع الدور الذي يقوم به كل منا للارتقاء بالمستوى الأفضل لعمله، وفي مسلسل "ايامنا الحلوة" آمل ان تكون الأمور كذلك حيث نرى التناقض بين ما نريد وما يحصل خصوصاً ان القصة تدور في حي شعبي في دمشق وفي عام 2002م بين ابناء اسرة فقيرة طموحة لا تحقق طموحها وتعتمد على الحظ او العبث... وهي لا تتقدم الى الأمام بخطوات قصيرة، إذ يبقى هاجسها الوحيد "فوق" الذي لا تصل إليه وإنما تتمنى ذلك وإذا حصلت عليه تكون العواقب وخيمة.