رفضت المعارضة السودانية في الخارج دعوة من الحكومة لنقل نشاطها السياسي الى الخرطوم، فيما شرعت لجنة عسكرية برئاسة نائب زعيم "التجمع الوطني الديموقراطي" في وضع خطة لمستقبل قوات المعارضة في شرق السودان. وعلمت "الحياة" ان رئيس "التجمع" زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني الذي اجتمع مع النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه في القاهرة أول من أمس، تلقى دعوة منه لجميع المعارضين للعودة الى الخرطوم وممارسة نشاطهم السياسي بعد التحولات المهمة في مفاوضات السلام بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". لكن مصادر المعارضة أكدت "رفض الدعوة الحكومية انطلاقاً من ان ظروف خروج عناصرها الى الخارج لا تزال قائمة"، وأنها تطالب "بالتحول الديموقراطي الكامل وإلغاء قوانين الامن العام المقيدة للحريات ودستور العام 1998". إلى ذلك، ذكر الناطق باسم "التجمع الوطني" حاتم السر علي ان "المعارضة شكلت لجنتين عسكريتين، الاولى في القاهرة برئاسة نائب رئيس التجمع الوطني الفريق عبدالرحمن سعيد، والثانية في أسمرا برئاسة قائد قوات التحالف السودانية العميد عبدالعزيز خالد لوضع خطة لمستقبل قوات المعارضة في شرق السودان في اطار تطورات عملية السلام"، خصوصاً الاتفاق الذي وقعه طه مع زعيم "الحركة الشعبية" الدكتور جون قرنق في 25 من الشهر الماضي في كينيا. وفي السياق ذاته تجري المعارضة اتصالات لعقد اجتماعات هيئة القيادة في أسمرا أو كمبالا قبل منتصف الشهر الجاري. وأوضح السر أن "الاجتماعات ستقترح آليات لتمثيلها في عملية السلام وتحديد مرحلة مشاركة القوى السياسية في العملية التي ما زالت مقتصرة على الحكومة والحركة".