من المسلَّم به في العالم المتحضر والراقي، في خضم ثورته العملاقة في التقنية والتطور المهني والفكري والحضاري، أن للأبحاث العلمية قيمة لا تعادل بثمن. ومن أكثرها وأخصها أبحاث الدكتوراه التي تساوي نتاج سنوات البحث العلمي المضني. وبعض أبحاث الدكتوراه تبحث في ما كتب في موضوعها لمئات من سنين خلت، وربما لآلاف، أو دراسات واستبيانات ميدانية جادة وتنقيب دقيق. وبعض رسائل الدكتوراه تريد اقناعنا بوسائل شتى ومتشعبة في أودية "الغباء" ان للحضارة وجهاً آخر. أخبرني محاضر حكى لي عن زميل له تخصص في علم أوصله الى الجزمات، في الآخر. وهو أكاديمي عربي، من دولة مجاورة، متخصص في علم عريق يجمع بين فن الأرقام وجماله وعلم الحاسب المعقد، برابط لم يستوعبه أي طالب جامعي، إلا ما ندر. ولست من النادرين! يذهب الى دولة - كعادة غربية - ليحضر رسالة الدكتوراه في الكعب الذي نطأه كلما امتطينا صهوة الريح، وانطلقنا الى أعمالنا في الصباح والمساء. ثم اذا ما اشتكى اثر الزمن رميناه ولم نرع حقوقه. الكعب الذي يحفظك من شوك الأرض وأوساخه. الكعب الصلب القوي الذي كانت رؤوس الجبابرة به تُقرع. وكأنه يحكي قصة عالم عربي كان، ثم صار... وكأنه يحكي سبب هذا التخلف الذي نعيشه خلف الركب نندب حظنا، ونبكي كالأرامل مات عائلهن، وكلهن نسوة. إذاً أتنبأ بأن عنواناً مثل: "كيفية النقلة المتحققة بين كعب واطئ، نحن الآن تحته نرزح، وبين الكعوب الأوروبية الشاهقة" هو عنوان رسالة دكتوراه جديرة بالبحث، والحصول على أعلى الدرجات، في يوم ما. محمد باخيل طالب جامعة الملك فيصل بالأحساء [email protected]