ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" امس ان حكومة ولاية شمال رينانيا ووستفاليا الواقعة فيها مدرسة "أكاديمية الملك فهد" في بون بدأت اتصالات مع المملكة العربية السعودية التي ترعى المدرسة "لإقناعها بإغلاقها بصورة طوعية تفادياً لصدور قرار عن السلطات المختصة في الولاية في هذا الصدد". وتتعرض الأكاديمية التي فتحت قبل سبعة أعوام في العاصمة الألمانية السابقة بون، وحصلت على ترخيص رسمي بممارسة التعليم، وشارك في افتتاحها وزير الخارجية السابق كلاوس كينكل، لحملة اعلامية مفتعلة في الفترة الأخيرة بحجة ان عناصر اسلامية متطرفة تستخدمها كمنبر لبث الايديولوجية الاسلامية الأصولية بين التلاميذ البالغ عددهم 450 تلميذاً وتلميذة. واستغرب مصدر اعلامي الماني مطلع في بون الحملة الهوجاء التي يشنها بعض اجهزة الاعلام ومحافظ مدينة كولونيا يورغن روترز الذي اكد الخميس الماضي مجدداً نيته العمل على اقفال المدرسة. وبالاضافة الى تهمة التبشير بالأفكار المتطرفة يتحجج المحافظ بأن رخصتها أعطيت على اساس تعليم أولاد الديبلوماسيين العرب والمسلمين، وان هذا الأمر لم يعد قائماً بعد انتقال هؤلاء الى برلين عام 1998. وقال المصدر الألماني المطلع انه على رغم الحملة الاعلامية القائمة لا ترى وزارة الخارجية الألمانية سبباً للتحرك ضد المدرسة. ونقلت الصحيفة عن حكومة محافظة كولونيا، المسؤولة مباشرة عن قطاع التعليم فيها، انها ستقرر الاسبوع المقبل ما إذا كانت "أكاديمية الملك فهد" ستغلق أم لا. وقالت ان ناطقة باسم الحكومة ذكرت ان المحافظ روترز سيتخذ بعد أيام "القرار المناسب في ضوء المعلومات المتوافرة والتدقيق الذي جرى في عدد من كتب المدرسة". وكان روترز تحدث عن معلومات تشير الى بث أفكار اصولية داخل الأكاديمية، والى الدعوة لممارسة العنف. وقالت الصحيفة ان حكومة الولاية "تجهد حالياً لإقناع الحكومة السعودية بإغلاق الاكاديمية باعتبار ان مثل هذه الخطوة ستشكل اشارة الى ان الرياض مهتمة أيضاً بالكشف عن الاتهامات الموجهة". الى ذلك استهجن المعلق الديبلوماسي في اذاعة "دويتشه فيله" بيتر فيليب في تعليق له مطالبة المحافظ روترز وعدد من وسائل اعلام بإغلاق المدرسة لمجرد انها استقطبت عناصر اسلامية متطرفة تعمل على بث افكار العنف والتطرف الديني. وقال ان مواجهة الأمر "ممكنة عن طريق طرد هؤلاء وانهاء عقود عملهم كما حدث مع خطيب الجامع التابع للاكاديمية". واستبعد ان يقدم المسؤولون على اغلاق المدرسة التي تتمتع برعاية الحكومة السعودية، معتبراً ان مثل هذه الخطوة ستسيىء الى العلاقات الألمانية - السعودية التي "تشهد أصلاً بعض البرود"، كما كتب. واكد في تعليقه ان وزارة الخارجية الألمانية "لا ترى حالياً أي ضرورة للتحرك في هذه المسألة".